الثلاثاء , مارس 19 2024
أخبار عاجلة

القيادة والبروتوكول والإتيكيت في دبلوماسية القمة “5”

بقلم : سعدون بن حسين الحمداني
هذه ثلاثة عناصر لا يمكنُ الاستغناءُ عنها إذا أردنا أن نبنيَ مجتمعًا راقيًا، بكل معنى الكلمة، وهي مثل الماء الذي يتكون من اتحاد ذرّة من الأوكسجين وذرتين من الهيدروجين، وصيغته الكيميائية تكتب على شكل (H2O) والذي لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية.كذلك عناصر “القيادة والبروتوكول والإتيكيت” هي مهمة جدًا لحياتنا اليومية خاصة في دبلوماسية القمة، حالُها حال الطب والهندسة وبقية العلوم وهذه العناصر تبدأ من العائلة أولًا، وليس بالمعنى المتعارف عليه فقط لكبار الشخصيات على مستوى الدولة من الملوك والسلاطين والأمراء، وهي أحد أقسام الدبلوماسية الحديثة وعلم الاجتماع التربوي الذي يهتمُ بدراسةِ التأثيرات التربوية على الحياة الاجتماعيّة، وهو متابعة الآثار الاجتماعيّة الإيجابية والسلبية على الواقع التربوي من خلال دراسة الطرق التربوية المُطبقة في المدارس والكليات على اختلاف مراحلها.هناك النظرية التفاعلية والنظرية المعرفية المعتمدة على العناصر الثلاثة “القيادة والبروتوكول والإتيكيت” وهما من أعمدة الشخصية في “دبلوماسية القمة”، من أعلى الدرجات الوظيفية إلى الأدنى، من الوزير نزولًا إلى الموظف البسيط بمختلف درجاته وأنواع وظيفته.وبدايةً، تُعرَف “دبلوماسية القمة” بأنها المؤتمرات التي يعقدها رؤساء الدول أو وزراء الخارجية فيما بينهم لمناقشة بعض القضايا الدولية البارزة، كـ(الأزمات الناشئة) أو العلاقات بين الدول المشتركة في لقاءات القمة، ولقد شاع في السنوات الأخيرة هذا النمط من الدبلوماسية يسبقها حراك دبلوماسي سري وشخصي على أعلى المستويات قبل لقاء القمة.وهذا النوع من النشاط الدبلوماسي يعكس مدى التطور في العلاقات فيما بين الدول معتمدًا على العناصر الثلاثة، ويعتمد اعتمادًا كليا على صفتي “القيادة والإتيكيت” أكثر من صفة البروتوكول، وفكرة لقاءات القمة سواء كانت مشتركة أم خاصة، جاءت كوسيلة لوضع حلول جذرية أو اتفاقيات مهمة بين الدول بعيدا عن بروتوكول الاستقبالات الرسمية وإتيكيت كبار الشخصيات حيث إن لقاء زعماء الدول أو اجتماعهم يكون في قضية معينة وليس لبيان المراسم والاستقبالات، وذلك لما لديهم من صلاحيات واسعة ستساعد على توفير الوقت والجهد وسرعة الوصول إلى قرارات مهمة، ومنع أي أزمات تطرأ على العلاقات الثنائية.والدبلوماسية أصلا عبر تاريخ الدبلوماسية هي صفة تخص التمثيل السياسي للبلاد، وتصريف شؤون الدولة الخارجية مع الدول الأجنبية وأساليب التعامل السياسي بينَ الدول، كما يمكن القول إنّها فن ممارسة العلاقات الدولية مثل إبرام المعاهدات، والاتفاقات، والتفاوض، ولا تقتصر الدبلوماسية على السياسة، بل هي أيضا وسيلة الاتصال الناجحة بينَ الناس، فلها الفضل في القضاء على الحروب والتناحر من أجل لقمة العيش، وذلك بفضل صفة القيادة التي تحوّل من حال إلى أحسن الأحوال وحسب شخصية المفاوض والدبلوماسي.وتُعرف الدبلوماسية على أنّها استمرار الحرب بوسائل سليمة وفن الإقناع ويتضمّن هذا التعريف استخدام “القوّة الناعمة”، وقد عَرّف جوزيف ناي وهو أستاذ العلوم السياسية الأمريكي والعميد السابق لجامعة جون كينيدي القوّة الناعمة بأنها “المقدرة على إقناع الناس بآرائنا دونَ استخدام القوة العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية”، وتحدث وليام سترانج، وكيل الوزارة الدائم في وزارة الخارجية البريطانية من 1949 إلى 1953م عن الدبلوماسية في زمن الحرب، حيثُ قال “إنّها تصبح مسؤولية كل فرد عندما تصبح الحرب مأساة الجميع دون استثناء”.ودبلوماسية القمة تكون بين قائدين (مثل الصين وأمريكا) أو (الكوريتين) أو مجموعة محددة من القادة مثل (قمة العشرين) وهي أنواع، فهناك الاقتصادية منها أو السياسية أو العسكرية التي تعقد على مستوى رؤساء هرم هذه اللقاءات تثير اهتماما كبيرا فتشد الأبصار والأنفاس لما قد تؤول إليه كما كانت قليلة الحدوث نسبيا.ومما يؤخذ على دبلوماسية القمة هو أنها إذا أخفقت فإن إخفاقها سيكون نهائيًا، وذلك بخلاف الوضع إذا تمت الاتصالات على مستوى الوزراء أو السفراء أو ما دونهم من رجال السلك الدبلوماسي؛ فإخفاق هؤلاء يمكن استئناف الاتصالات بعده على مستوى أعلى.إن دبلوماسية القمة يجب أن تسبقها الدبلوماسية التقليدية الفردية بجهود الإعداد، وذلك في سرية تامة، حيث تكون خاتمة العمل الدبلوماسي وليست بداية له وبعد انتهاء مؤتمر القمة يبدأ العمل الدبلوماسي التقليدي الجماعي القيادي تحت مظلة العناصر الثلاثة وهي القيادة والبروتوكول والإتيكيت لكونها هي الغطاء والعنوان لهذا العمل، في ممارسة دور التنفيذ.وغالبا ما تسمى دبلوماسية القمة بدبلوماسية الأزمة لكونها تضع حلولا أنية وسريعة للموضوع المطروح على الطاولة، وأن إدارة الأزمات الدولية أصبحت إدارة مهمة في العلاقات الدبلوماسية المعاصرة؛ ذلك أن المجتمع الدولي المعاصر معرض باستمرار لأزمات سياسية مختلفة نتيجة للاختلافات العقائدية، والسياسية، والاقتصادية بين الدول ولعدم مقدرة أو رغبة الدول في استخدام القوة العسكرية لوضع حد للأزمات حيث إن لقاء زعماء الدول بما لديهم من صلاحيات واسعة سيساعد على توفير الوقت والجهد وسرعة الوصول إلى قرارات مهمة لخدمة مصالح شعوبهم وتفادي الانزلاق إلى ما إلى يحمد نتائجه.وفي الختام، نلاحظ اعتماد هذا النمط من الدبلوماسية كثيرا في أواخر القرن العشرين معتمدًا على القيادة (وشخصية والقائد وتاريخه السياسي) لكونها مفتاحًا لأغلب الأمور وعليه جاءت دبلوماسية الأزمات أو دبلوماسية القمة التي تركز أكثر على وضع العناصر الثلاثة أو مثلث الدبلوماسية وهي “القيادة والبروتوكول والإتيكيت” أمام عينها لإيجاد البدائل، كبديل للحرب أو كمخرج للتوتر بين الدول.وجرت العادة أن يمنح المبعوث الدبلوماسي الذي سيتولى حل الأزمات الدولية صلاحيات واسعة تمكنه من التحرك الدبلوماسي السريع، وأن يُراعى في اختياره خبرته في حل المشاكل الدولية وقدرته على فهم أبعاد المشكلة أو الأزمة المعنية. 

شاهد أيضاً

فوز قائمة التعاون بانتخابات جمعية الصحفيين العُمانية

فازت قائمة التعاون بانتخابات جمعية الصحفيين العُمانية للفترة (٢٠٢٤-٢٠٢٥م ) في اجتماع الجمعية العمومية الذي …