فن الدبلوماسية وإتيكيت مقابلات الباحثين عن العمل..

الدكتـور/ سعـدون بن حسين الحمداني

دبلوماسي سابق – كلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا

يتفاخر الدبلوماسيون من مختلف المدارس الدبلوماسية الأجنبية حول طبيعة بروتوكول وإتيكيت المقابلات العمل من مختلف الدرجات والصنوف (مدني أو عسكري) (نساء أو رجال) رسمي / قطاع مختلط / قطاع خاص كل نوع لها إتيكيتها الخاص ، وخاصة في عالمنا العربي  ولها سماتها المعروفة بالتقيد بتعاليم الإسلام وعاداتنا العربية الأصيلة ؛ فليس من المعقول أن تذهب المرأة بملابس صارخة أو تنورة قصيرة ونحن في بلد عربي إسلامي تاريخه يمتد لملايين السنيين.

سوف نتكلم في هذا المقال بصورة عامة عن إتيكيت مقابلات الباحثين عن عمل ؛ حيث بدأت المدارس الغربية تطور هذا الفن بشكل حرفي ومهني بشكل كبير الذي يعتمد على ثلاث أجزاء رئيسية وهي (كاريزما المظهر الخارجي ، لغة الجسد ، الثقافة العامة والتحصيل الدراسي) ، وتدرسه لكلا الجنسين للأعمار التي  تزيد عن 18 سنة.

يعتبر كاريزما المظهر الخارجي هو الواجهة الرئيسية التي تعكس شخصية وثقافة وبيئة المواطن وان طبيعة ونوع ألوان الملابس الصباحية أو المسائية  تعتبر هي من أهم نقاط المظهر الخارجي هو استنادا الى موعد المقابلة ، لما له الأثر الكبير في إيصال المعنى حول مكانة ومنزلة الشخص المتقدم للعمل أو الوظيفة وبالعكس حيث كانت المدارس الأوروبية وخاصة البريطانية والفرنسية تتبارى ؛ لتطوير هذا الاتيكيت والوصول به إلى أعلى مراتب المهنية المطلوبة باختيار الشخص المناسب لإشغال الوظيفة المعينة ، ويتسم مجتمعنا العربي بصورة عامة بمواصفات خاصة تختلف كليا عن المجتمع الغربي، سواء في الماضي أو في الحاضر ؛ الطبقة الوظيفية ؛ لأن هناك أصولًا ومراسمَ  الواجب إتقانها في إتيكيت مقابلات العمل من مختلف الدرجات  والأعمار والأجناس ، والأغلب معذورون لعدم معرفتهم  بهذه المراسم والأعراف المهنية والتي أصبحت سمة من سمات العصر الحديث ؛ لذلك فإن ظاهرة فن الدبلوماسية وإتيكيت مقابلات العمل هي من مقومات النجاح والظفر بالوظيفة.

سابقاً مقابلات العمل تختصر على الكادر الدبلوماسي وبعض الوظائف المهمة وبالدرجات الخاصة ولكن في أوروبا وبعض الدول المتقدمة بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بضرورة المقابلة لمعرفة مهارات الشخص المتقدم للعمل فعلى سبيل المثال أذ كانت هناك وظيفة محاسب فكل الباحثين عن العمل ومن خريجي تخصص المحاسبة سوف يتقدمون لها، ولكن السؤال هو من سوف يظفر ويفوز ويصطاد هذه الفرصة لذلك سوف نتكلم عن أهم مقومات المقابلة وكيفية التحضير لها.

وهي كما يلي : يجب أن تكون السيرة الذاتية المرسلة بحرفية عالية وتحتوي على كافة المعلومات ضمن أحدث الطرق والوسائل للسيرة الذاتية مرفقه طبعا بصورة حديثة للمتقدم. والاهتمام بما يلي : المظهر الخارجي والملابس : على أن يكون في غاية البساطة والنوعية الجيدة وأحدث التصاميم وبألوان الصباح الهادئة فلا يجوز إطلاقاً لبس الوان الأحمر أو الأصفر أو الأخضر الداكن لغرض المقابلة / لا يجوز إطلاقاً لبس المجوهرات والذهب أو حتى بقية الاكسسوارات  في المقابلات كما لا يحبذ ابداً بالنسبة للنساء لبس الحذاء بالكعب العالي كي لا تتعثر أو السقوط أرضاً بسبب الارتباك والتشنج  ومخافة من المقابلة وإنما يكون الحذاء لا يزيد عن 2 إنش ، وتكون الألوان متناسقة بعضها مع بعض وخاصة حجم الحقيبة النسائية أن تكون صغيرة الحجم أو متوسطة متناسقة مع بقية ألوان الملابس ، وبالنسبة للرجال أن يكون المصر بألوان فاتحة ومن ألوان الأبيض  ومشتقاته ويبتعد كثيراً عن لبس الساعات أو أي شي آخر في اليد (أساور وغيرها) كلا الجنسين، الابتعاد قدر المستطاع عن وضع العطور ذات النفاذية القوية كالعود وغيرها ، وإنما يفضل العطورات الهادئة جداً.

وبالنسبة إلى لغة الجسد (body language) تعتبر من مقومات النجاح  في الحصول على الوظيفة حيث يتوجب على الباحث عن عمل كما يلي : أن تكون خطواته هادئة وقصيرة ويمشي بكل ثقة نحو طاولة المقابلة ، وعند الجلوس عليه أن يسحب الكرسي بكل هدوء بدون أي ضوضاء أو صوت يثير اشمئزاز اللجنة المقابلة ، وعند الجلوس عليه أن لا يضع ظهره على كرسي المقابلة ولا يضع يديه على الطاولة ، ويكون ظهره مستقيماً كالمسطرة ونظراته تكون مستقيمة بنظر وعين المتكلم ويمنع منعاً باتاً أن ينظر إلى ساعته أو تلفونه بالإضافة إلى عدم استخدام الهاتف لأي سبب كان ، والابتعاد نهائياً عن وضع الأرجل الواحدة فوق الأخرى وإنما تكون متلاصقة.

والجزء الثالث والأهم هو إدارة فن الحديث ؛ يشكر اللجنة في بداية كلامه على إتاحتهم هذه الفرصة له ، وكذلك يشكرهم عند انتهاء المقابلة سواء نجح أو لم ينجح بالظفر بالوظيفة ، لأن كثيرين ينتظر رد فعل الباحث عن العمل في حالة رفضهم له كطريقة لمعرفه غضبه وانفعاله ، وبالتالي هذا جزء من الاختبار/ الابتعاد عن التلعثم بالكلام وتكون الاجابة دون خوف وتردد/ إختيار الكلمات الجميلة والمهنية التي تدلل على رقي المعلومات الأكاديمية التي يمتلكها/ يجب أن يكون على علم بما يدور حوله من أخبار محلية ودولية/ من المستحسن أن تكون له مهارات أخرى يتكلم عنها مثل الرياضات الأجنبية والفرق وأسماء بعض اللاعبين/ الابتعاد عن التكلم بالمصطلحات الأجنبية/ أن تكون في غاية الدقة من الناحية اللغوية الرصينة ومتسلسل الأفكار ، وكذلك الابتعاد عن اللهجة العامية المتداولة في الشارع لأن كل هذه تعكس كاريزما الشخص الباحث عن العمل.

المصدر:https://asdaaoman.com/%d9%81%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a8%d9%84%d9%88%d9%85%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d8%aa%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%ad/

شاهد أيضاً

الغرفة.. إنجازات وصلاحيات مطلوبة (1-2)

بقلم : علي المطاعني في الوقت الذي جدد لمجلس ادارة غرفة تجارة و صناعة عمان …