دائما تمتاز محافظة ظفار خلال فصل الصيف بطبيعة خلابة قل ما تجدها في دولنا الخليجية وبعض الدول العربية، فالخريف الذي يمثل أيقونة ظفارية خالصة يجذب له السائح المحلي والخليجي وتحديدا الأسر لعديد من الامتيازات أبرزها على الإطلاق الأمن والأمان والأسعار في متناول الجميع، فضلا عن الأجواء والمناظر الرائعة وبساطة وطيبة أهلنا في الجنوب، فخريف ظفار هذه السنة مختلف عن السنوات السابقة؛ لأنه يأتي بعد انقطاع عامين بسبب جائحة كورونا، وكذلك فقد السائح الخليجي وهو الأكثر تواجدا للأمن في الدول التي اعتاد التصييف فيها كل عام، حيث بدت تلك الدول مصدر تهديد وإزعاج واستهداف له ولأسرته من قبل عصابات احترفت السرقة والإجرام، عوضا بطبيعة الحال عن الفرق الكبير في حجم الإنفاق بين خريف ظفار وأي دولة أوروبية، ومواكبة لزيادة المتوقعة في أعداد السائحين هذه السنة، فقد حاولت الجهات المعنية ومن بينها بلدية ظفار تسخير كافة الإمكانيات، خلال فترة وجيزة لتأمين المرافق الخدمية التي تواكب تلك الزيادة من دورات مياه وتوزيع لمواقع الفعاليات إلى جانب التنوع في الأنشطة والبرامج الترفيهية وإعطاء المواطن من رواد الأعمال، فكان العمل سريعا بعضه أنجز خلال شهر واحد فظهر بشكل لمسه السائح.
من بين مفردات أو مكوِّنات الاستثمار السياحي التي نجحت فيها العديد من دول العالم، صناعة المهرجانات السياحية لجذب السائح من الداخل والخارج، على اعتبار أن هذا المكوِّن ذا الطابع الشمولي أحد أهم المرتكزات التي تؤسس لسياحة دائمة ومستمرة وذات عائد اقتصادي ومعرفي، وهي حراك وتفاعل إيجابي لموروث البلد الثقافي والتراثي والتاريخي بالإضافة إلى أسواق مفتوحة توفر فرص عمل دائمة لأفراد المجتمع، وتدفع بأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال إلى النمو والتطور التجاري والتوسع في الخدمات التي يقدمونها للمجتمع، وبالتالي فإن لهذه المهرجانات أكثر من دلالة على تأثيرها الإيجابي في رسم الخطط والاستراتيجيات السياحية وأن تعطى ذلك الانطباع الذي يغرس في النفوس المداومة على ارتيادها بشكل مستمر، لكن تبقى هناك ثمة أفعال ترتكب من البعض تسيء وتقلل من حجم هذا الجهد، ربما هي افعال فردية، إلا أنها تؤثر في المجمل على الحركة السياحية خصوصا إذا ارتبطت بمرافق الإقامة وهي الأساس بطبيعة الحال في الاستثمار السياحي.
فما حدث في أحد الفنادق بمحافظة ظفار من تصرف يتطلب الوقوف عليه ومعالجته، على اعتبار أن هذه إدارة الفندق ومن خلال الأسلوب الذي تتبعه في التعامل مع النزلاء وضيوف سلطنة عمان قبل ذلك يسيء إلى ما عرف عن عمان كبلد مضياف وشعب ذي خلق ورقي في التعامل، فإدارة هذا الفندق (وهي وافدة) من خلال الوقوف شخصيا على تصرفها مع عائلة خليجية، وقبل ذلك لحجوزات يفترض أن تعطى لمؤسسة وحولت إلى مؤسسة أخرى، لا بُدَّ أن تخضع لمراجعة من قبل من ولاها إدارة الفندق، فهل يعقل بمدير عام فندق وهو الشخصية القيادية التي يجب أن تكون متزنة في التعامل ترفع صوتها على نزيل؟ وأن تمارس عدم المصداقية في هذا التعامل مع الآخرين؟ فالأدهى والأمَر أن مدير عام الفندق هو من يدير هذه الإساءة فما بالك بمن تحت إدارته، فأين الرقابة والتقييم لهذه الإدارات قبل بدء أي موسم سياحي بصفة خاصة وعلى مدار العام بصفة عامة؟ الأمر الآخر لا بُدَّ من توافر أدوات في مثل المرافق تساعد النزلاء على تقديم الشكاوى مثل وضع صندوق يراقب من قبل الجهة المشرفة على السياحة، وأن يكون لديها أيضا مركز تفاعلي للتواصل لتفادي مثل هذه التصرفات ومعالجتها قبل التكرار والتخلص ممن ليس لديه القدرة على تلبية طلبات السائحين المستحقة ويتعمد الإساءة إلى السياحة في بلدنا العزيز.

طالب بن سيف الضباري
امين سر جمعية الصحفيين العمانية
dhabari88@hotmail.com