بقلم: طالب الضباري – أمين سر مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية

لأهميتها الاستراتيجية وموقعها على مدخل ممر يعد من بين اهم الممرات الملاحية الدولية، والذي يعبر من خلاله بصفة يوميا نسبة كبيرة من احتياجات العالم من النفط والغاز، فان محافظة مسندم التي تقع في اقصى الشمال من سلطنة عمان تمثل بوابة الشمال المطلة على بحر عمان والخليج العربي، فضلا عن انها تمتاز بمكونات طبيعية وتضاريس متعددة بحرية وجبلية وجزر سطرت تاريخا بحريا خلال الحقب الماضية، شواهده لا تزال باقية تحكي عمن وطأت أقدامه ترابها او عبر بمحاذاتها غازيا او تاجرا او مستكشفا، وبالتالي فإن المقومات السياحية متوافرة ولاتقل مكانة عن مثيلاتها في دول العالم التي يؤمها ملايين السياح كل عام، بحثا عن الراحة والهدوء والاستجمام والتزود بالطاقة الايجابية، فكل موقع من مسندم يمثل منتجعا طبيعيا وكل زاوية منها تحمل موردا من موارد الدخل القومي للبلاد، فبحارها زاخرة بأجود انواع الاسماك وجبالها تخزن في جوفها ثروات متعددة، وشواطئها التي تتصل بمنحدرات صخرية جميلة وتربة ناعمة، فصلت بعد ان تتهيأ بخدماتها لاستقبال العالم المحب للتشويق والمغامرة واكتشاف موقع جديد مميز على مستوى العالم.
كل تلك المرتكزات التي يقف عليها هذا الجزء الغالي من وطننا العزيز، والذي يمثل طموح قائد وقيادة وشعب بان يكون حاضرا خلال السنوات القادمة، عبر خطة طموحة يعمل عليها مكتب المحافظ بعد تجاوز التحديات والموانع الطبيعية، فالندوة التي نظمت ضمن فعاليات الملتقى الصحفي بمسندم بعنوان مسندم ارض الفرص، هي فعلا ارض الفرص القادمة متى ما مكنت الجهات المعنية من تنفيذ خططها المنبثقة من رؤيةعمان 2040 . في مجالات الاقتصاد والاستثمار واللوجستيات فضلا عن المحافظة على الموروث الثقافي والاجتماعي، ارقام ومؤشرات احصائية طموحة تحقق جزء منها، والجزء الاخر في طريقه الى التنفيذ، خاصة وأن هناك اهتماما ساميا شخصيا من لدن المقام السامي لهذه المحافظة، وقناعة حقيقية من مواطنيها لدعم ذلك التوجه لادراكهم بانه لابد ان تتضافر الجهود لترجمة الخطط والبرامج التي يعمل عليها مكتب معالي السيد المحافظ وجهازه الفني.
فهي على موعد مع مطار دولي بامكانه استقبال طائرات من جميع دول العالم وميناء بحري عالمي لاستقبال السفن الكبيرة، وطريق يربط المحافظة بولاية دبا التي صعب الوصول اليها مباشرة، فضلا عن بناء وحدات سكنية جديدة للمواطنين واستحداث مخططات سكنية تلبي متطلبات المواطنين من الحصول على قطع اراضي، او بناؤها وتوزيعها عليهم وذلك ضمن اطار الخطة العمرانية الجديدة، كما ان هناك مشاريع بعدها نفذ مثل السلك الانزلاقي والبعض الاخر في التوجه الذي تتبناه عمران لنشر سياحة المغامرات الجبلية، والبحرية، فضلا عن الخطط التي وضعت كذلك لتطوير مرافق الخدمة خاصة الصحية ببناء المستشفيات المرجعية وكذلك التعليمية، إنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وبالتالي من يلامس الجهد الذي يبذل لتحقيق ذلك يدرك طموح القيادة والشعب لتكون مسندم قبلة للعالم.
طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com