ولنا كلمةغيِّر القِصة

كثيرة هي تلك المبادرات التي تطلق بين الحين والآخر سواء من قبل أفراد أو مؤسسات، لاستنهاض الهمم أو للاستفادة مما تحمله من دروس وعبر وإصرار على إحداث التغيير في حياة الفرد أو المجتمع، وبالتالي هناك مبادرات تتميز عن غيرها ليس لأنها الأفضل، وإنما تحظى باهتمام خاص ورعاية تجعلها دائمًا ذات تأثير وأثر فاعل تلهم الكثيرين على تغيير نمط حياتهم وسلوكهم في التعامل مع كافة المراحل التي تفرضها ظروف الحياة عليهم. ولعلَّ من بين المبادرات التي تحمل رسائل ودلالات ومعاني تلك التي أطلقتها الشركة العُمانية للاتصالات عمان تل باسم غيِّر _ القصة، فهي تُمثِّل دعوة لكل إنسان للتغيير في مشوار حياتهم وأن يكون لهم هدف وخطة مستقبلية للتطور والانتقال من مرحلة إلى أخرى، وعدم التقوقع والاستسلام للواقع القابل للتغيير، بالحرص على المثابرة والاجتهاد والبحث عن البدائل الممكنة للتغيير، فضلًا عن الدور الذي يجب أن يقوم به الإنسان في تغيير القصة لدى الآخرين وتحويلها من اليأس إلى الأمل ثم العودة إلى الحياة الطبيعية.

بعض القصص التي عرضت خلال حفل أقامته عمانتل في إحدى ليالي رمضان للمشتغلين بالصحافة والإعلام مؤخرًا، عبر مبادرة غيِّر _ القصة عكست أهمية هذه المبادرة في ترسيخ مفهوم العمل من أجل إسعاد الآخر والأخذ بيده ليعيش قصة جديدة من حياته أكثر تفاؤلًا وسعادة، فذلك الذي يتحدى كلَّ الظروف ويسابق الزمن ويسهر الليالي على مريض ليعيد نبض قلبه ويكتب له حياة جديدة، إنسان أعطاه الله سبحانه وتعالى نفحة إيمانية وقدرة متفردة على غرس قِيَم ومبادئ تحتاج إليها المجتمعات البشرية، أو ذلك الذي يقف أمام لهيب النهار لينقذ إنسانًا من حريق أو على الأقل يحافظ على ما تبقى من ممتلكاته، ومن يدفع الأموال سرًّا أو علانية لغيِّر حياة أسرة فقيرة محتاجة، أو دفع ضرر يمكن أن يصاب به إنسان يكتب له حياة جديدة ويعيش أو يستمر في قصته الجميلة، نماذج تستحق أن يسطر عطاؤها في جبين التاريخ، هناك لا شك أعمال كثيرة أسهم فيها آلاف الأشخاص غيَّرت قصص عشرات الآلاف من الأشخاص ليستمروا في تكملة مسيرة الحياة ودليل على ذلك فك كربة المبادرة التي تُسهم فيها بعض المؤسسات والأفراد لإنقاذ المعسرين من الدخول إلى السجون أو الاستمرار خلف القضبان بالعودة إلى أسرهم وكتابة قصص جديدة لهم.

إن كل واحد منَّا سواء على المستوى الشخصي أو المؤسسي لو أسهم بالقليل مما يملك مالًا أو عملًا تطوعيًّا، لعزز من استمرار مثل هذه المبادرات واتساع رقعتها وشمولية فئاتها المستهدفة كتلك المبادرة التي تتبناها عمانتل، ولقلَّت معاناة الكثير من أفراد المجتمع ممن تؤدي بهم الظروف إلى مثل هذه الحالات الصعبة، في النهاية كلنا يفترض أن يكون لنا هدف نسعى إلى تحقيقه، ولن يتحقق ذلك إلا إذا آمنا بأهمية التغيير في حياتنا والانتقال من مرحلة إلى أخرى وصولًا لذلك الهدف، ومتى ما وصلنا سنلهم الآخر بالتغيير وسيكون لنا أثر إيجابي في تغيير قصص الآخرين الذين لديهم الاستعداد والقابلية للانتقال إلى مراحل جديدة من حياتهم.

طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com

شاهد أيضاً

جمعية الصحفيين تصوت على اقرار اجراء التعديلات على النظام الاساسي للاتحاد

تكريم الفائزين بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية يواصل الكونجرس الخامس والثمانون للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية …