طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com
منذ أن أطلق حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ التوجيهات السامية باللامركزية في إدارة المحافظات، وتخصيص مبالغ مالية لكل محافظة عبر خطط خمسية، ومنح المزيد من الصلاحيات في ادارة مجموع ملفات البنى الأساسية والاقتصاد والاستثمار والسياحة، سارعت المحافظات إلى اعداد البرامج والخطط التنفيذية وصولا إلى مستهدفات رؤية عمان 2040، ولقد ظهر ذلك جليا من خلال منتدى اقتصاديات المحافظات الذي نظمته وزارة الاقتصاد مؤخرا لاستعراض الرؤى الاستراتيجية وتعزيز اللامركزية والتنمية المحلية، وأتاح لكل محافظة من خلال معرض مصغر عرض تصورها القادم، عبر خطط وبرامج عمل قوامها العديد من المشروعات، ومع أن هناك جهدا يبذل من خلال رسم مخططات والبحث عن مستثمرين والتواصل معهم إلا أن المجتمع غالبيته لا تزال تتحفظ على ذلك الحراك لعدم ملامسته واقعا حتى الان.
إلا أن ذلك في اعتقادي طالما هناك نية صادقة واصرار على التنفيذ واخلاص في خدمة الوطن، سيبقى رهانا قائما على اقتصاد المحافظات، خاصة في ظل أن تكون هناك مبادرات داعمة من بعض الجهات لتفعيل بعض المجالات التي تتطلبها المرحلة القادمة، مثل مبادرة وزارة الاقتصاد بتخصيص 15 مليون لدعم المشروعات السياحية في المحافظات أو بمعنى آخر سياحة المحافظات، التي تمثل بداية لتعزيز الجهود في تنشيط هذا المرفق الحيوي الهام، نعم هي ليست كافية لتأمين خدمات سياحية وفقا للرؤية المجتمعية في تلك المحافظات لمعرفتهم بمدى حجم الامكانيات، لكن بمجرد توفر مثل هذا الدعم المساند يؤكد على جدية الحكومة في انجاح هذه التوجهات، وأن تكون المحافظات خلال الفترة القادمة إحدى أهم العربات التي يتألف منها قطار الدخل القومي للبلاد خاصة عبر الانشطة غير النفطية.
فلنعطي فرصة لتلك الخطط لكي ترى النور وتشاهد على أرض الواقع، وان تؤسس لحراك ينعكس ايجابا على حل عدد من قضايا المجتمع وفي مقدمتها توفير فرص عمل تسهم في تحسين الوضع الاجتماعي، والانتقال إلى اقتصاد تكون فيه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي من تقوده الى النمو والحراك الاقتصادي.
