مشاهد وسيناريوهات تكرر عند سقوط غيث رحمة من رب العالمين مطر خير وبركة ننتظره بلهفة عارمة يتحول لرعب وخوف منه، فالمتابع للمشاهد الحية عند سقوط المطر لعدد من الساعات، يرى من تلك المناظر ما يشيب له الرأس، ناهيك أننا نهرع مختبئين خائفين من نزول المطر هاربين من غرق مركباتنا إن كنا خارج المنزل، وإن كنا في داخله نظل نراقب الوضع خشية انسياب ماءه للداخل، ناهيك عن برك الماء أمام معظم المنازل.
رغم تهافت النداءات والمطالبات المتكررة من معظم أهالي قاطنين الغبرة بولاية بوشر من منذ سنوات إلا إن الإستجابة بطيئة التي قد تتحقق بعد سنوات إنتظار أخرى.
الضرر من مخلفات غزارة الأمطار باتت لا تقتصر فقط على محافظة مسقط وإنما طالت بعض المحافظات كمحافظة شمال الباطنة فكلنا يتذكر إعصار شاهين والأضرار التي خلفها وقبل فترة كانت محافظة جنوب الشرقية وقبلها كان في محافظة ظفار.
المحير في الأمر حقًا، أن الجميع يدرك خطورة الأمطار وإن كانت لفترة قصيرة لا تتعدى الساعتين متواصلة الغزارة، لنرى بعدها مخلفات عديدة وأضرار بشرية ومادية كبيرة.
المحير هنا كذلك هو تأخر الإستجابة والمعالجة لهذا الموضوع على الرغم ما عانيناه من أجواء مناخية سابقة في غاية الخطورة كإعصار جونو الذي تفأجانا بقوته وما خلفه من أضرار كبيرة، إلأ أن الدرس الأول عبر وأتى الثاني والثالث وآخرهم كان إعصار شاهين الذي ضرب شمال وجنوب محافظة الباطنة ومعظمنا يعرف حجم الخسائر والأضرار التي خلفها.
ما الذي يحدث أيعقل من رشة مطر لا تلبث سويعات فقط والماء يحاصرنا من عدة اتجاهات؟! أهذا أمر طبيعي عند سقوط الأمطار بغزارة نتعب ونقلق ونكون في حالة مزرية؟.
هناك من يقول أن بعض الدول تكون مثلنا في حالة نزول الأمطار بغزارة، ربما صحيح حالهم مثل حالتنا ولكن لا يكون من خلال نزول مطر لفترة بسيطة جدا والمياه تملؤا الشوارع والمنازل ، إذا كان لبرهة قصيرة وكذا الحال فماذا سيكون الحال إذًا لو مكثت الأمطار لأيام متواصلة دون توقف ؟ من المؤكد أن بعضنا سيغرق وستكون هناك أضرارًا عديدة تكلف الدولة مبالغ طائلة نحن في غنى عنها.
هـمـسـة ..
السبب في مخلفات الأمطار أثناء النزول وبعده هو عدم وجود شبكات تصريف لتلك الكميات الهائلة من المياه ، منذ سنين وهكذا الحال، أتوقع التأخر في إيجاد منافذ لتصريف مياه الأمطار اعتقاد بعض المسؤولين بندرتها، فكلنا نعرف موسم الأمطار الغريزة نادرة الحدوث معنا، أحيانا تمر علينا سنوات عدة بدون أمطار.
ولكن هل هذا عذر بأن لا نجد حل للتقليل من تلك الأضرار؟ أليس هناك معالجة لتصريف تلك المياه حتى وإن كانت موسمية؟.
سرني بل أسعدني كثيرًا حقيقةً مما سمعته من بعض المسؤولين في محافظة مسقط وكذلك بلدية مسقط، بأنهم مدركين ومتابعين جيدًا لموضوع مخلفات الأمطار وآثارها على معظم ولايات المحافظة وخاصة بعض قرى ولاية بوشر كالغبرة الشمالية والجنوبية وأنهم بدأوا بالفعل في عمل شبكة تصريف مياه الأمطار في منطقة الخوير وقبلها كان في القرم مرورا للغبرة والعذيبة.
وهذا أمر رائع يحسب لهم ولكنه يأخذ وقت لأشهر وربما لسنة وأكثر لغاية ما تصل المعالجة للغبرة والعذيبة والتي يعاني منها سكان تلك المناطق من تجمعات المياه بكثافة عالية وكذلك ما يحدث تجمع المياه على جانبي شارع السلطان قابوس على امتداد الشارع من منطقة الخوير وحتى ولاية السيب وما تسببه تلك التجمعات المائية من تعطل لحركة سير المركبات لساعات عدة.
لذا أقترح من أولئك المعنيين بهذا الأمر من المسؤولين بعمل قنوات تصريف مياه بشكل عاجل عند أماكن تجمعات الأمطار وهي معروفة وواضحة وضوح الشمس ولا أعتقد إنها ستكلف الكثير من المبالغ.
مدرك إن شبكة تصريف المياه التي يعمل على تنفيذها تكلف الكثير من المبالغ ولكن التي ذكرتها الشبكة المؤقتة مختصرة للوقت والجهد.
ثم أن الآثار التي تخلفها تلك الأمطار الغزيرة خاصة المادية في المركبات والطرق تكلف الكثير عتد تكرارها بين الفينة والأخرى.
موضوع وجود تصريف شبكات لتصريف مياه الأمطار موضوع مهم للغاية لإدراكنا التام بغزارة الأمطار التي تسقط بين الفترة والأخرى نتيجة لأجواء مناخية مختلفة كالأعاصير والمنخفضات وغيرها التي لا تقتصر كما أسلفت آنفًا على محافظة دون الأخرى، فرحمة الخالق – عز وجل – من نعمة الأمطار رحمة شاملة لجميع ربوع الكون.
لذا وجب علينا التسريع في عمل الحماية اللازمة من شبكات تصريف مياه الأمطار، ولنرفع شعار (لا ثم لا للتأجيل، ولنبدأ العمل من لحظتنا هذه).
دعونا نفرح بزخات المطر وأجوائه المنعشة بطقسها العليل، فمنظر نزول المطر يكفي لإنعاش الروح وإضفاء البهجة والسعادة في نفوس جميع ناظريه.
نريد أن نعالج أنفسنا بالمشاهد الطبيعية لحظة سقوط حبات المطر، فمن منا لا يحب السعادة ومن منا لا يرغب في الفرح والمرح ؟!!!>
قال الله تعالى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}(10) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﻞ.
ودمـتـم فـي ود..
المصدر: https://asdaaoman.com/%D8%A8%D8%B1%D8%B4%D8%A9-%D9%85%D8%B7%D8%B1-%D9%86%D8%BA%D8%B1%D9%82/