خليفة بن سليمان المياحي
جاءت التوجيهات السامية لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – بإحالة الموظفين الذين أكملوا ٣٠ عاماً للتقاعد، وتم ذلك مع بداية عام ٢٠٢٠م، وحيث أن التلاحم بين القائد وشعبهِ يتصف بالولاءِ، والطاعةِ، فقد نفّذ المستهدَفون قرار إنهاء خدماتهم من أعمالهم، وتم منحهم المكافآت المستحقة لهم، كما تم صرف معاشات التقاعد باحتساب آخر راتب كانوا يتقاضونه خلال فترة عملهم.
وهنا نقف لحظة لنعطي هؤلاء المتقاعدين معنويتهم، ونحفّزهم إلى مزيدٍ من السعادة لهم ولأسرهم، فهم كانوا في انتظار ترقياتهم المستحقة، والتي تصل إلى درجتين أو ثلاث عند البعض، ولكنهم خرجوا وللأسف دون الحصول على ترقية واحدة، بل ولا حتى علاوات استثنائية من التي كانت تُمنح للموظف الذي تُنهى خدماته بانتهاء السنّ القانونية المتعارف عليها كبلوغه ال٦٠ عاماً، مع أن هذا يُعتبر حقاً مشروعاً لهم، وكانوا ينتظرونه بفارغ الصبر؛ كونه سيشكّل فارقًا كبيراً في رواتبهم بعد التقاعد.
ومع الحديث والمطالبات المستمرة من جميع الموظفين الذين ما زالوا على رأس عملهم بمنحهم الترقيات المستحقة؛ فإن أولئك المتقاعدين استحقاقهم للترقية كان واجباً منذ سنوات، فحُرِموا منها وهم لا تقل حاجتهم لها عن الذين ما زالوا على رأس عملهم، فإنهاء خدماتهم كان برغبة الحكومة، وليس برغبة منهم، الأمر الذي جعلهم يُكابدون الكثير من المعاناة، كون التقاعد كان مُفاجئًا، وكانت وما زالت عليهم التزاماتٍ مالية، إمّا لبنك تجاري أو لجمعية أهلية، أو لسدادِ أقساط لأي نوع كان، كشراء سيارة، أو بناء منزلٍ وغيرها.
لهذا فإني أُناشد حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه أن يتفضل في حالِ منح الموظفين الحاليين ترقيات أن يكون نصيب المتقاعدين منها كحالهم، وفقًا لأحقية كل متقاعد من آخر ترقية حصل عليها حتى تاريخ نهاية خدمته من العمل؛ وبذلك تتحقق العدالة التي بلا شك يحرص عليها مولانا – حفظه الله – وسيجد الجميع حقّه غير منقوص.
وإني لأثق كلّ الثقةِ بأنّ مولاي جلالة السلطان – يحفظه الله- همّه الأكبر أن تسود العدالة، والمساواة لجميع أبناء شعبهِ، وأن يحصل الجميع على حقوقهم كاملة غير منقوصة، وأن لا يكون هناك فرق بين موظف ما زال على رأس عمله وبين متقاعد أُنهيت خدماته بأمر من الحكومة.
وبسببٍ ودافع وُجدت فيه المصلحة للوطن والمواطنين وصالحًا للشعب؛ فإن منح المقاعدين عن العمل كامل ترقياتهم بمثابة تطييب لخواطرهم وجبرًا لكسرهم، والحكومه فضلها كبير على كل أبناء الوطن بما فيهم هذه الشريحة التي عملت بكل طاقتها من أجل المساهمة في خدمة هذا الوطن الغالي وسلطانه المفدى.