الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
أخبار عاجلة

ولنا كلمة كوكب الصين العظيم

قدر لي في ثمانينيات القرن الماضي زيارة الصين ضمن وفد رسمي، حيث كانت الصين في تلك الحقبة من الزمن في بداية مشوار الانفتاح على العالم، بعد قرون من الانغلاق للمحافظة على الخصوصية، إلا أن المتغيرات التي شهدها العالم والرغبة الصادقة في التغيير دفع بالصينيين إلى الإسراع في التحول نحو معطى جديد يؤمن لأعداد كبيرة من سكان الكرة الأرضية من تأمين حياة حرة كريمة، خاصة وان شعب الصين محب للعمل بالفطرة، وذلك ما لمسته من خلال مشاهدة حية خلال زيارتي الأولى قبل حوالي 36 عاما، لتلك المرأة التي كانت تعمل لتنظيف أحد الشوارع في مقاطعة شنغهاي والمطر يهطل بغزارة وهي مصرة على إكمال عملها دون تهاون أو ملل، وبالتالي فان مثل هذه الشعوب هي من تضحي وتساهم في بناء اوطانها نحو تحقيق غد افضل.

وبالتالي فان الخمسة والسبعين عاما التي تمثل تأسيس جمهورية الصين الشعبية لم تكن فيها المهمة سهلة وانما واجهت العديد من التحديات والصعوبات، الا ان ارادة الصينيين بقيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي وحد الشعب ورسم خارطة طريق نحو المستقبل تجاوز تلك الصعوبات والعقبات، مما جعل من الصين اعجوبة القرن الحادي والعشرين نتيجة سرعة النمو والتطور وانتشارها اقتصاديا لتغطي كل الكرة الأرضية، فالصين الذي كان إجمالي ناتجها المحلي مع بداية التأسيس 5% من حجم الاقتصاد العالمي أصبحت اليوم تمثل ثاني اقتصاد عالمي في الناتج المحلي بكفاءاتها وقدراته وعقولها الصينية، فضلا عن مساهمتها بما نسبته 30% من النمو الاقتصادي العالمي، لأنها بطبيعة الحال راهنت على القوة البشرية التي لديها وتمكنت من توظيفها لتصل الى هذه الدرجة من الانتشار الذي وصل إلى كل شبر من كوكبنا الأرضي، وان يكون ما تقدمه من صناعات في مختلف المجالات في متناول كل المستويات الاجتماعية، لذا أكاد اجزم ان ما من بيت اصبح يخلو من احدى الصناعات الصينية، ليس من الآن وانما من عقود يتردد في قرانا مصطلحات ومنها «الصحن الصيني« وعاء يستخدم لتناول الطعام.

هناك بطبيعة الحال انجازات صينية تحققت طوال العقود السبعة والنصف الماضية ليس في مجال الاقتصاد وحده، وانما في مجال الفضاء والتسليح والانتاج الحربي والتقنية والاتصالات والدبلوماسية الهادية مع 183 دولة واقامة علاقات استراتيجية وشراكة مع أكثر من 110 دولة ومنظمة دولية، بالاضافة الى الاستثمار والسياحة، وغيرها من المجالات التي اصبحت تمثل رعبا حقيقا للعديد من الدول الصناعية الكبري، مما جعلها ذلك ان تكون كوكبا عظيما يصعب مجاراته من اي كوكب اخر.

طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com

شاهد أيضاً

محافظة جنوب الباطنة تستعد لاستضافة الملتقى الصحفي بالتنسيق مع جمعية الصحفيين العمانية

عقد سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة، اليوم لقاءً مع إدارة مجلس …