سالم كشوب
استكمالا لمقالنا السابق المنشور في صحيفة “المسار” عن واقعنا الرياضي؛ إن أغلب العاملين في إدارات الأندية التي يعول عليها الشيء الكثير يعملون بسبب حبهم للنادي وبشكل تطوعي، كما نجد غياب منظومة الاحتراف التي توفر الأدوات المطلوبة من البنية التحتية والتشريعات والتسهيلات الضرورية لتحفيز القطاع الخاص للدخول في شراكة حقيقية مما يضيع على المنتخبات الكثير من المواهب التي تفضل اختيار مسارا آخر يوفر لها الاستقرار المادي ويضمن لها بناء مستقبلها، إضافة إلى عدم إمكانية استقطاب كفاءات وطنية للعمل الإداري والفني في مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية تضمن أعضاء يقدمون الإضافة في مختلف الاتحادات الرياضية، وليس أعضاء منتخبين يفتقدون الخبرة وليسوا من أهل الاختصاص، وبالتالي غياب الإنجازات والنجوم بسبب عدم وجود أهل الاختصاص لعدم وجود المحفزات والممكنات والاشتراطات التي تجعل هناك مجال وفرصة لبصمة شخص متخصص وخارطة طريق بشكل علمي مدروس .
أول خطوات تصحيح المسار هو وضع شروط وضوابط للمترشحين من الأندية لتمثيل مجالس الاتحادات الرياضية فمن المجحف أن يتم السماح بترشح أعضاء مع كل الاحترام والتقدير من غير أهل الاختصاص ممن لا يتمتعون بالكفاءة والخبرة التي بالامكان توظيفها لرسم خارطة ومستقبل لاجيال فتلك الاتحادات يقع عليها دور مؤثر وهام في احداث نقلة نوعية تتواكب مع تطلعات الجماهير والاستفادة من المواهب الموجودة او من البداية عدم المجازفة وقبول الترشح طالما الأدوات والمحفزات والصلاحيات غير موجودة وبالتالي أهمية مواكبة الشروط التي تضمن حضور العضو المتخصص مع صلاحيات وامكانيات يستطيع من خلالها احداث التغير المطلوب والمأمول منه .
الخطوة الثانية عندما نتحدث عن أهمية وجود أكاديميات ومدارس رياضية متخصصة فاننا نتحدث عن ضرورة ايجاد تشريعات وحوافز تسهل تحقيق الأهداف التي من أجلها انشأت تلك الاكادميات سواء من خلال تحفيز القطاع الخاص للاستثمار او تقديم الدعم في اقامة تلك المدارس وما يصاحبها من استقطاب كفاءات وخبرات التي تصقل المنضمين لها أو تفعيل السفارات الوطنية في الخارج لاستقطاب بعض اكأديميات الأندية الأوربية في حال تعذر خيار التمويل المحلي والاستفادة من الخبرات والامكانيات المتوفرة في تلك الأندية الأوربية سواء لامكانية التحاق بعض المواهب الوطنية في تلك الاندية او ضمان صفل مواهب رياضية يمكن ان تعود بالنفع لاحقا على الاندية والمنتخبات الوطنية .
النقطة الأهم من أجل ضمان رفد الأندية ولاحقا المنتخبات الوطنية بالمواهب هو وجود خطة فاعلة بين الجهات المختصة ووزارة التربية والتعليم من أجل ايجاد بيئة محفزة لا تؤثر دراسيا على الطالب الموهوب رياضيا وتمنحه الفرصة والتسهيلات لتطوير مهاراته وصقل خبراته وهذا يتطلب خطة واضحة المعالم ولمدة زمنية طويلة توفر لها الامكانيات البشرية المتخصصة والمادية المحفزة لصنع جيل من المواهب تضع وتصنع بصمتها في الاندية والمنتخبات الوطنية.
ختاما القضية ليس بتلك السهولة أو الصعوبة التي لا يمكن انجازها ولكن بوجود ارادة وعزيمة وصلاحيات متوفرة وأدوات مراقبة والحرص على صنع بصمة لرياضتنا الوطنية لابد من الاعتراف أولا بمكامن الخلل والاستفادة من تجارب بعض الدول التي أيقنت أن الاهتمام بالرياضة وصنع النجوم والمواهب من الصفر ومن خلال خطط واضحة يضعها المتخصصين وأصحاب الكفاءات مع الاستفادة من الخبرات الخارجية لابد من ظهور مؤشرات ونتائج تعكس العمل والجهد المبذول هو المنقذ والحل الوحيد بدلا من تكرار نفس الأخطاء ومشاهدة دول أقل فنيا تطورت بشكل كبير وملحوظ اضافة الى نقطة استقطاب كادر تدريبي اجنبي لا يصنع الانجاز دائما دون وجود منظومة واضحة توفرله الكثير من الخيارات والأدوات وبالتالي اعادة توجيه المبالغ التي قد تصرف على التعاقد مع مدرب اجنبي لبناء وتأهيل مواهب منذ الصغر بشكل علمي مدروس تصنع الانجاز وتترك بصمة في المحافل الدولية بدلا من هدرها بشكل مستمر على تعاقدات مع مدربين يبحثون عن المال وليس صنع الانجاز .