راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
جسور من الشوامخ الراسخة منذ عشرات السنين بين سلطنة عُمان ودولة قطر الشقيقة، تحملها بشائر شهر نوفمبر المجيد، خاصة بعد الإعلان الرسمي عن الزيارة التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- إلى دولة قطر يوم الإثنين، تلبية للدعوة الكريمة التي تلقاها جلالته- أيده الله- من أخيه صاحب السُّمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرِ دولة قطر.
وعلى مدار عقود من الزمن، سجل التاريخ التعاون الوثيق بين البلدين، القائم على أسس من روح الإخاء والتعاضد التي ترسخت في جذور العلاقات المتينة بين مسقط والدوحة والتي ما فتئت تنمو وتزدهر بين الأشقاء.
علاقات تاريخية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والسياحية والتربوية تدعمها الروح الصادقة المُخلصة بين قيادات البلدين منذ عهد السلطان الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ومع العهد المتجدد لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- علاقات نُسجت من نسيج التآخي الكريم والوحدة المُشرفة بين قيادات البلدين وشعبيهما الكريمين.
اليوم تمضي تلك الثوابت نحو مزيد من التعاون وفي مختلف المجالات التي تشهد نموًا في العلاقات الأخوية من خلال البناء الذي يشهده البلدان في تلك العلاقات.
ففي المجال السياسي هناك ثوابت راسخة في التعاون بينهما جعلت من مسقط والدوحة أنموذجاً لتلك العلاقات مما ساهم في انطلاق ذلك التعاون إلى مجالات أرحب وأكبر في الاقتصاد والاستثمار والسياحة وغيرها من المجالات التي أثمرت وأينعت خيراتها لتعم البلدين الشقيقين وخاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتي ساهمت دولة قطر الشقيقة في دعم بعض المشاريع الاستثمارية الواعدة في عدد من المناطق الاقتصادية وخاصة المنطقة الاقتصادية في الدقم وبعض المناطق الاقتصادية الأخرى بالسلطنة حيث وصلت الاستثمارات إلى أكثر من 150 مليون ريال عماني، أضف إلى ذلك التعاون في المجالات الأخرى في القطاع اللوجستي والدعم التقني وتبادل الخبرات.
اليوم تشهد سلطنة عُمان ودولة قطر تعاونًا متكاملا ونموذجًا مشرفاً سوف تزداد وتيرته مع التعافي العالمي من أزمة كورونا وتدهور الاقتصاد العالمي ووجود قاعدة متينة لانطلاق ذلك التعاون وتكامل جوانبه في جميع ما تحتاجه الأوطان؛ سعياً لرفاهية وسعادة أبناء البلدين وتقدمهم وازدهارهم نحو مستقبل واعد سيحمل البِشر للجميع وليتجسد ذلك التكامل مع أبناء الخليج جميعاً في علاقات تجمع الأشقاء وتحمل الخير للجميع من خلال بناء صروح الوفاق بين الجميع.
نبارك لسلطنة عُمان ودولة قطر وجود هذه العلاقات الأخوية الصادقة ونأمل لها المزيد من الازدهار والتكامل لتحقيق الأهداف نحو تنمية مستدامة الأفق لمستقبل سعيد.
حفظ الله عُمان ودولة قطر الشقيقة وقيادتيهما الكريمتين وشعبيهما العظيمين وإلى مزيد من البناء والعطاء.