الكاتب/ محمد بن خميس الحسني
“عـزف عـلـى وتـر مقـطـوع”..
لست هنا للخوض في موضوع الكراسي وأصحابها وإنما في أحقية البقاء فيها فهناك الكثير منا للأسف ممن ينادي برحيل وترجل المسؤول من منصبه بسبب فقط لأنه مكث مدة طويلة فيه، وهناك من الناس من يحكم عليهم بتقنين مدة الجلوس فيها بحيث لا تتجاوز الخمس سنوات.
وهناك من يحدد بأحقية الجلوس للشباب فقط لسن معين لا يتجاوز الأربعين أي الذي يكون عمره تعدى الأربعين لا يحق له بأن يكون مسؤول في أي قطاع كان حكومي أم خاص.
ومنهم من يفتي بأن الشباب أكثر قيادة واكثر نشاطًا من كبار السن ويعزي ذلك لأسباب غير مقنعة بتاتًا بقوله الهرم في العمر ولا يكون منتجًا وكأن ذلك المسؤول يعمل في القطاع العسكري.
حتى العاملون في ذلك القطاع لا يعملون بما يدّعي به البعض من تهكمات في الحكم على القابعين في تلك المناصب.
وبطبيعة الحال تعتبر تلك الادعاءات والأحاديث التي تنادي بالتغيير في المناصب ناتجة من خلال عوامل نفسية واجتماعية وتنصب بعضها بداعي إتاحة الفرصة للشباب وهو أمر غير صحي ولا يمت في الصحة بشئ فمن غير المعقول والمقبول أن نحكم على أي مسؤول كان فقط لأنها مكث كثيرًا في منصبه ويجب تغييره أو لأن عمره كبير وعلى القول المتداول (بسه رجله والقبر).
ما هكذا تورد الأبل وما هكذا نطلق أحكامنا جزافًا فالبقاء في المنصب يعود لعوامل عدة ولا يبنى على أهوائنا وعلى ما قال فلان وعلان فهناك أسس ومبادئ من أهمها على الإطلاق قدرته على التجديد والتنوع فالمسؤول القادر على العطاء بروح تحمل الجدية والحماس ويواكب التطور أولًا بأول يحبذا بقاءه في منصبه ولو مكث أعوامًا عدة بغض النظر عن عامل العمر فهناك كبار في السن ولكنهم نشيطون ويتفاعلون بسخاء كبير خدمة في مؤسساتهم وهناك في المقابل شباب صغار في العمر ويمتيزون بأداء رائع في أعمالهم.
هنا المقياس الذي من المفترض أن نمضي فيه ونطبقه عامل التجديد ولا يبقى على نمط واحد في الأداء لسنوات عده وكذلك عليه أن يكون محبوبًا عند موظفيه.
هـمـسـة..
التغيير لا يكون إلا لأسباب مهمة وهادفة وتحقق نتائج إيجابية عند التطبيق، وهناك للأسف من المسؤولين من يؤمن بعملية التغيير والتجديد وينسى نفسه.
فهو يقوم بتغيير من أقل منه مسؤولية بحجة أنه غير منتج وبحجة أنه مكث كثيرًا في منصبه أو لأنه كبير في العمر ولأية أسباب أخرى دون التطرق لتقييم نفسه.
ولو نظر ذلك المسؤول القائم بتغيير موظفيه من منصب لآخر بجدية في عوامل التغيير دون النظر للأمور الشخصية وعوامل ليس لها علاقة بالأداء في العمل والإنتاجية لرأينا الدور الكبير الذي يمثله ذلك التغيير .
نؤمن كثيرًا بأهمية التغيير وما يمثله في زيادة الإنتاجية ورفع كفاءة الموظفين في أية مؤسسة كانت، بشرط أن يوظف بطريقة ناجحة تحقق نتائج وأهداف بناءة تسير وفق منظومة نجاح ثابتة على المدى القصير والطويل.
ندرك جيدًا أهمية المنصب لدى أي موظف ومن حق جميع العاملين الترقي لمناصب عليا بما أن له بصمة واضحة في عمله وبغض النظر عن الشهادات العليا التي يمتلكها ذلك الموظف، فالحكم هنا يعتمد على قدرة ذلك الموظف على توفير بيئة مناسبة محفزة للعمل وأن يكون قياديًا في الأدوار التي يقوم بها.
كذلك لا نهمّش أهمية الشهادة والمؤهل الدراسي ولكن لا نجعله العامل الأساسي للترقي للمناصب وإنما للأداء المجيد لذلك الموظف المراد رفعه لإدارة مسؤوليات عليا.
ومرة أخرى نقول لنتعلم متى نرحل..
دمـتـم بــود..