“عزف على وتر مقطوع”..
محمد بن خميس الحسني
يبدأ بتعيين في العمل وينتهي بالمغادرة منه، يتقاعد بعد فترة طويلة في مجال عمله ، يكون فيها شابًا يافعًا ويخرج منها كهلًا هرمًا والهرم هنا لا يقصد به العجز كما يذهب به العديد من الناس بقولهم متقاعد يعني منتهي يعني عاجز.
الهرم هنا بمعنى كبير في السن ولكن لديه القدرة على مواصلة حياته العملية والعلمية لذا ألا يستحق ذلك الموظف المتقاعد من جهة عمله نظرة احترام وتقدير ، ولا يتأتى ذلك بالقول فقط وإنما بتكريم عملي مادي ومعنوي.
فذلك الموظف الذي عمل طوال سنين من عمره يستحق منا كل إشادة ومعروف نتيجة لجهده لا أن نقول له كفاية عليك راتبك التقاعدي ومكافأة ما بعد الخدمة.
الراتب التقاعدي حق من حقوق المتقاعد بعد مضي فترة لا تقل عن 60 عامًا أََو 30 عامًا خدمة، والمكافأة جزء من حقه التقاعدي، لذا من وجهة نظري يكرم الموظف تكريمًا تحفيزيًا لما بعد التقاعد لمواصلة حياته بمزيد من العمل والعطاء في أي مجال يرغب به.
كما أن ذلك التكريم يفضل أن يدرج ضمن بند من بنود تكريم الموظف ليسهل تكريمه قبل آخر أيامه في الدوام، والتكريم لا نكتفي بالمعنوي فقط بشهادة شكر وتقدير وكلمة شكرًا ما قصرت وإنما بعمل حاجة تفيده بعد الخدمة الطويلة كعقد تأمين صحي لمدة 3 سنوات هو وزوجته في إحدى مؤسسات وشركات التأمين.
هـمـسـة..
فعندما يكرم العامل أو الموظف بمجموعة من الأعمال الهادفة والتي تتكون من مجموعة من الأعمال البسيطة والغير مكلفة كإهدائه قسائم كوبونات لشراء مكيف هواء أو غسالة أو أي من الأدوات المنزلية بقيمة لا تتعدى 300 ريال أمر في غاية الأهمية وله صدى من الفرح والسعادة في نفوس المتقاعدين.
أعرف رد بعض المسؤولين بقولهم صعوبة توفير سيولة مالية تغطي جميع المتقاعدين، والرد هو لا ليست هناك صعوبة فيما لو خصصنا منذ البداية عند الاعتماد السنوي للموازنة العامة للدولة مبلغ مالي في بنود كل قطاع حكومي ، فعدد المتقاعدين كل سنة ليس بذلك الكم الهائل في كل مؤسسة حكومية، فالتقاعد هنا ليس إجباريًا وإنما عند وصول الموظف لسن التقاعد أو خروجه اختياريا بعد انقضاء فترة العمل المسموح بها له وهي الـ 30 عامًا.
هناك بعض المؤسسات والشركات الخاصة تكرم موظفيها خلال وبعد فترة عملهم ، والتكريم هنا ليس بالحوافز فقط وإنما كما أشرت واقترحت آنفًا كانت تكرم الموظف أثناء عمله بعد كل فترة عمل حسب سنوات معدودة تبدأ بعد كل 10 سنوات وبعد الـ 15 عامًا و الـ 20 عامًا وهكذا لغاية الوصول لسن التقاعد فيكرم تكريما مادياً ومعنوياً يليق بسنوات الخدمة التي قضاها.
من الجيد أن نهتم بالموظف أثناء عمله فذلك الإهتمام يولد نجاحات باهرة في مجال عمله بغض النظر عن نوع الهدية، المهم يشعر أنه محل تقدير واهتمام ويعزز من قيمة الدافعية لديه دون تقرير أداء سنوي أو غيره.
موظف + تقدير = عمل ناجح معادلة سهلة ومضمونة النتائج تشعل روح المنافسة والإبتكار عند جميع الموظفين نتمنى تطبيقها في المستقبل القريب.
ودمـتـم فـي ود..