يوسف بن علي البلوشي
أعود بذاكرتي للماضي عندما كانت الاختبارات من واقع الكتاب المدرسي وتلائم مسميات المواد إن لم يكن فحواها، وتنشط العقول وتستجيب مُراعية بذلك الواقع ومدركات العصر آنذاك يومها لم يكن هناك من يثقل كاهل الطالب بالطلبات وأيضًا في أوزان الكتب ولا بالمساقات المليئة في الكتب.
بالأمس الأربعاء كان الطلاب مع موعد اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني والذي جاء وقته على شهر رمضان وسط ما يشوب اليوم الرمضاني من معترك في الحياة لدى الأسر والطالب نفسه، خرج طلاب الفصول المختلفة في امتعاض من اختبار الرياضيات للصف السادس في طول الاختبار الذي وصل تقريباً عدد صفحاته إلى 13 صفحة في حين توقيت الاختبار ساعة فقط، لا يمكن لأي عقل أن يُدرك ذلك وكيف يوائم متطلبات الرياضيات التي لم يستطع فيثاغورس والخوارزمي إيجاد حلولها خلال ساعة واحدة وكيف يُمكن لطالب صف سادس وسابع أن يختزل ما يتم دراسته في فصل كامل خلال ساعة واحدة وفي اختبار مطول خرج منه الطلاب في حالة اكتئاب نفسي وهو يواجهون سلسلة الاختبارات الأخرى والتي استفتحها الرياضيات بصعوبات في منظورهم وهو يواجهون أيضًا تطبيق برنامج كامبردج لأول مرة في هذا العام وعلى منعطف تعليمي هام بالنسبة لهم.
لم لا تكون مادة الرياضيات التي نريد أن نُحبب فيها الطلبة ونجعلها مقرونة بأساسيات الحياة وإيجابيات المستقبل وتطلعات العلم ومشكلة للقادة أن تكون سلسة في متناول الطالب منذ دراسته وأيضا وقت اختباره، كانت بالماضي لا تقل عن ساعتين حيث يكون الطالب بعيداً عن قلق التفكير في التوقيت ولا قلق الانتهاء في وقت منافس لمواعيد جينيس الخارقة.
وكلنا يدرك أهمية الرياضيات في حياة الطالب كمادة رئيسية يرسم عليها مستقبله رغم ما يخصص من علامات على الأنشطة الصفية والمشاركة يجب أن يراعي واضعو الاختبارات نقاطاً عدة منها استيعاب العقل للوقت المُقدر للإنجاز.
كما إن منهاج الدراسات الاجتماعية للصف السادس الذي غاص بعيداً جدًا عن حياتنا الوطنية التي كانت تغلف الكتاب أيامها وهي المادة التي يجب أن تكون وطنية خالصة تغرس في الطالب مبادئ الوطنية ومفاهيم الحياة المجتمعية بعيدًا عن السرد التاريخي الذي يغوص في السير التاريخية للأمم وأيضًا الحروب التي مرَّت عليها الدول الأخرى في سنوات الحياة الميلادية الأولى وهذا أيضاً يعتبر معتركاً آخر في حياة الطالب حين يعتبر مادة مثل هذه مادة وطنية بحتة بعيدا عن الدسامة في التاريخ السردي للدول الأخرى، كل هذه الإشكاليات التي يجب أن تسترعي انتباه واضعي المناهج والاختبارات والوضع في الاعتبار التشكيل الحالي للطالب في ظل التدفق المعرفي والتقنية والثورة المعلوماتية ودخول مناهج ومواد منافسة للمناهج الأساسية في حياتهم.