تلقّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تهنئةً من معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة، بمناسبة العيد الوطني الحادي والخمسين المجيد.. فيما يلي نصها:
حضرةَ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظكم الله ورعاكم –
ببالغ السعادة والسرور، أتشرف أن أتقدم إلى مقامكم السّامي، بأجلّ التهاني وأخلص الأماني، بمناسبة العيد الوطني الحادي والخمسين المجيد، معبرا باسمي وأعضاء مجلس الدولة وأمانته العامة، عما يعتلج في نفوسنا من فخر واعتزاز بما تحقق لبلادنا من منجزات عظيمة، منذ تسلّمتم مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير من عام 2020م ، وما نستشرفه من غدٍ واعد بالخير، تبشر به إصلاحاتكم التي توّجتموها بإصدار نظام أساسي جديد، بما تضمنه من تفصيلات مستفيضة بشأن انتقال السُّلطة، وآلية تعيين وليّ العهد، وما سبق ذلك من تعديلات هيكلية أحدثتموها على بنية الحكومة، لتكون قادرة على مواجهة التحديات القائمة، وتلبية متطلبات المرحلة القادمة، داعين الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة الوطنية المجيدة على جلالتكم، وأنتم ترفلون في أثواب الصحة والسعادة، تصحبكم عناية الله في كل ما تصبون إليه من عزٍّ ونماءٍ، وخيرٍ وهناءٍ، لبلادكم العزيزة وشعبكم الوفي .
مولانا صاحبَ الجلالة – أيّدكم الله –
إن احتفال سلطنة عُمان بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، هو احتفال بولادة الدولة العمانية الحديثة، التي خرجت ببلادنا من عُزلتها، وسارت بشعبها نحو حياة آمنة وعيش رغيد، متسنمةً دورًا بارزًا في المجتمع الدولي، كعضو بناء له إسهاماته الجلية في مجال صون العلاقات الإقليمية والدولية، وما تقوم به في سبيل ذلك من جهد مخلص، وعمل دبلوماسي مقدر، لتمكين قيم العدالة والمساواة، وإرساء مبادئ السلم القائم على الحوار والتسامح بين الدول والشعوب ، وإزالة المعوقات التي تعترض سبل التنمية المستدامة، وكل ما يؤثر على كرامة الإنسان وسعادته في يومه وغده، وحقه في حياة رخية آمنة ينعم في ظلها الجيل الحاضر والأجيال القادمة بالعدل والعيش الكريم انطلاقا من التقاليد السامية للدولة العمانية العريقة.
ومن هنا فإن الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية المجيدة، يمثل وقفة عرفان وشكر لله عز وجل على عظيم عطائه، لما تحقق خلال واحد وخمسين عامًا من المنجزات، التي ارتقت بعُمان وشعبها إلى مستويات عالية من التطور، قياسا بما كان عليه قبل قيام الدولة العصرية، التي أسسها حميد الذكر، السّلطان الراحل -طيب الله ثراه -.
مولانا صاحب الجلالة -أعزكم الله –
إننا نشعر تحت قيادتكم الراشدة بالاطمئنان طبقا لما نتلقاه من مؤشرات، وما نشهده من انطلاق الحكومة في تنفيذ مشروعات الخطة الخمسية العاشرة، وهو ما يعكس وضعًا مبشرًا للاقتصاد الوطني، نظرًا لما اتخذتموه جلالتكم من إجراءات استراتيجية وتشريعية وهيكلية، شكلت أساس نهضتكم المتجددة، التي تمثلت في رؤية عُمان المستقبلية، وفي خطة التوازن المالي، وفي خطة التحفيز الاقتصادي، وفيما تفضّلتم بإصداره من تشريعات قانونية شملت الشراكة بين القطاعين العام والخاص، واستثمار رأس المال الأجنبي، وإنشاء الهيئة العامة للتخصيص والشراكة.
إن تلك الإجراءات تمثل أرضية متينة لمسيرة اقتصادية واعدة، ومرتكزا أساسيا لتنمية وطنية مستدامة، وحاضنة للنجاح المنشود، وكل ما سينبثق عنها سيرتقي بوضع الاقتصاد العماني، ليحقق نموّا متوازنا، تشير إليه معطيات الرؤية المستقبلية، بصفتها استراتيجية شاملة لتنمية طويلة الأمد، تهدف إلى تنويع الموارد غير النفطية، وتطوير بيئة سوق العمل والتشغيل، وتؤهل القطاع الخاص للأخذ بزمام المبادرة لقيادة اقتصاد تنافسي، وشركة فاعلة، ما يجعل سلطنة عُمان بفضل الله قادرة على مواجهة التحديات القائمة وهو أمر يستوجب الحمد والشكر لله تعالى، ويستثير الهمم للمزيد من الجهد والعطاء، ليستمر تطور عجلة البناء في ظل النهضة المتجددة التي تمسكون زمامها بحكمة وحنكة، وتوجهون دفة العمل فيها نحو مرافئ الأمن وشواطئ الازدهار.
ختامًا نسأل الله العلي القدير أن يُعيد هذه المناسبة المجيدة على جلالتكم أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، وأنتم في حرز من حفظه عزّ وجل وأمنه وعونه وتأييده وتمكينه، ليبقى نهر عطائكم دافقا بما ترجونه من رفعة وتطور ونماء ورخاء لبلدكم العزيز وشعبكم الوفي.
وكل عام وجلالتُكم بأحسن حال وأهنأ بال