سليمان بن سعيد الهنائي:
جرح الوطن انبرى بكم يا حماة الوطن والمتعهدين بحفظ كرامته وأمنه باذلين من أجله النفوس وباذلين الغالي والنفيس.. أقسمتم بأن تصونوا أرضه وتحافظوا على ترابه، وعاهدتم سلطانه بأنكم الحصن الحصين والحافظ الأمين.. هكذا أنتم أيها المخلصون.. رجال عمان الأوفياء من القطاعين العسكري والأمني.. رسمتم أجمل ملحمة وطنية، وكرّستم جُلَّ وقتكم وجهدكم للوقوف مع إخوانكم وأهاليكم منذ بدء الاعلان عن الحالة المدارية (شاهين) وأنتم تتأبهون وترسمون وتخططون وتضعون كل الاحتمالات نصب أعينكم في محل التقدير والاحتمال.. جهزتم كل طاقاتكم وامكانياتكم وسخرتموها لتخفيف الاعباء عن كاهل إخوانكم، وكنتم لهم السند والعون مع كافة القطاعات العسكرية والمدنية والفرق الأهلية والمتطوعين.. رسمتم ملحمة وطنية رائعة أشاد بها الجميع محليًا ودوليًا فكانت بمثابة فخر واعتزاز لتعكس الادوار المقدمة والجهود المبذولة والمساعي الهادفة.. واقتصرتم حجم المعاناة على أهلنا بالولايات المتأثرة جراء اعصار (شاهين).. فحملتم راية الوطن عالية خفاقة يعلوها نداء (الله.. الوطن.. السلطان)، وسيرتم القوافل محمّلة بجميع المؤن المعيشية والكمالية وكل ما يحتاجه المتأثرون، فساهمتم في أداور عديدة ومواقف مشرّفة، وبحثتم عن كل المعوقات من أجل الوصول الى أبعد منطقة فيها أُسر وعوائل هم بحاجة من يقف معهم في هذه المحنة.. مشطتم كل الطرقات والأودية من السهل حتى الجبل من أجل الوصول إليهم وتقديم العون لهم والوقوف معهم في هذه الظروف الاستثنائية.. حقًّا ملحمة وطنية لا يمكن أن نسجلها هنا فقط في هذا المقال وإنما هي أكبر عمّا نقدمه للقارئ الذي وبكل تأكيد فخور بما تحملها الكلمة من معانٍ وقيم نبيلة سيذكرها التاريخ وتسطرها الأقلام وتحفظها الذاكرة حتى ولو بعد حين.. رسمتم صورة جمالية وأبدعتم بوضعها في عين المشاهد دون تصنع أو تكّلف وإنما بتلقائية النفس العمانية الأصيلة المتجذرة، فالشعور الذي تكنه خلجات أنفسهم أبلغ عن الحروف والكلمات والعبارات ميزانها الوفاء وشعارها الفداء من أجلك يا وطن.
فالتضحيات يسطرها التاريخ بحروف من نور على ما ابليتم به من جهودٍ حثيثة ومساعٍ كبيرة لا يمكن أن نحصيها، وإنما المخلصون يعملون دون ثناء، فأبلغ الرضا عندما هبيتم جميعًا لنداء تعلو رايته أن الوطن تربته غالية لا تقدّر بثمن.. نشاهد ما يدور على أرض الواقع من إضافات جديدة هدفها اصلاح ما خلّفه اعصار (شاهين)، حيث يُسند بشكل يومي أفواج من المنتسبين من القطاعين (العسكري والأمني) يقومون بواجبات كبيرة شهد عليها الجميع، فهم لا يألون جُهدًا في ترسيخ كل امكانياتهم ووقتهم لراحة عضدهم الآخر.
إنّ المتتبع من بدء الاعلان عن الحالة المدارية وهم على أهبّة الاستعداد يقدمون صورًا جلية ومُشرفة، حيث مضى على اعصار (شاهين) فترة تقارب اثنا عشر يومًا وأنتم ما زلتم تقارعون آثاره المتبقية.. هنيئا لعُمان قواتها المسلحة الظافرة.
الوسومصورة مُشرّفة لحماة الوطن
شاهد أيضاً
ولنا كلمة مدارس تصنع قادة
يعَد التعليم الخاص أحد الروافد المهمة في دعم مسيرة التعليم، وإيجاد تعليم مساند أكثر استجابة …