الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة

ليتني عُماني

راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية


“ليتني عُماني” كلمة خرجت من قلب رجل مُحب لهذا الوطن الغالي العزيز وهو يستذكر معي مراحل وجوده في السلطنة، ويستذكر كذلك جميع المواقف الإنسانية التي حدثت معه منذ وصوله قبل عشر سنوات وما سمعه عن هذا البلد قبل وأثناء وجوده بيننا.

فالحمد لله أولاً على حسن ظن النَّاس بنا وبأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا، هنا تركته يسترسل في سرده الكريم، فبدأ قوله “بلدة طيبة ورب غفور”، هكذا هو ديدن أهل هذا البلد النبيل الكريم فعُمان كما وصفها نبي الرحمة بالخلق الرفيع في حديثه ‏صلى الله عليه وسلم: أخرج الإمام مُسلم في صحيحه من حديث أبي برزة الأسلمي؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى حي من أحياء العرب مبعوثاً فسبوه وضربوه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:” لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك”.

هكذا أنتم أهل عمان جسد واحد ونسيج واحد في كل زمان ومكان  تأسرون الناس بأخلاقكم.

ليتني عماني أُخرجها بتنهد عظيم، وأنا أستشعر ذلك الحب الجارف لهذا الوطن الحبيب وطن احتضنني وعائلتي الكريمة حتى وإن سافرت عنهم بحكم عملي أظل مُطمئن البال عليهم بين جيران لم آلف منهم غير الخير والإحسان، فأنا لم أصدق ما يجري حولي منذ وصولي السلطنة؛ كأنني في مُجتمع فاضل متكامل الصفات، تبهرك طباعهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم وفطرتهم السوية الطيبة والتي إذا خالطتها الخبائث تطردها فلا تبقيها لتعكر صفو الماء الزلال، نعم هم كذلك إخواني العمانيون وأقولها بكل فخر بأني لن أجد مجتمعاً متماسكاً في نسيج واحد مثل العمانيين مهما تعددت طوائفهم. فأصلهم لبنة واحدة امتزجت بمعدنهم النقي الثمين فأخرجت منهم رجالا يعيشون في المدينة الأفلاطونية الفاضلة.

ليتني عُماني، استذكرها بين أهلي في بلدي الأم أتحدث عن أخلاقكم وقيمكم وصفاء أنفسكم وعفويتكم وامتداد حضارتكم؛ ليصدق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ويبقى ديدنكم أخلاق النبوة ومعادن الرجال الأوفياء.

اليوم أحلق عاليًا وأنا أعيش بينكم وفي أحضان وطنكم مُنعماً بخيراته وجلال أفضاله ومنجزاته فعُمان بيت الخيرين ومنبع الصفاء المتين فهي امتداد لأمة تبني الحضارات ولا تمتد يدها لأحد بسوء لتكتب في التاريخ صفحات ناصعة البياض لمجد شامخ. وطن شهد له الجميع بصفات الصالحين.

اليوم أقول “ليتني عُماني” مع وطن يحتفل بأمجاده في عيده الوطني الحادي والخمسين المجيد.. فكل عام ووطني عمان بخير، وسلطانه في مجد وسؤدد، وشعبه في رخاء ونقاء وعزة وشرف.

أحببتكم وأحببت وطنكم فطوبى لكم هذا العيش الكريم.

شاهد أيضاً

مجلس الشورى يقر مشروع قانون الإعلام ويحيله لمجلس الدولة

العُمانية/ أقر مجلس الشورى اليوم مشروع قانون الإعلام وتم إحالته إلى مجلس الدولة لإتمام دورته …