طالب بن سيف الضباري
أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
Dhabari88@hotmail.com
على الرغم من أن ذلك الطفل الذي يرقص طربا ابتهاجا بفرحة العيد الوطني ويردد الأغاني الوطنية، لم يدرك ماذا يعني هذا العيد بالنسبة للعمانيين وماذا يمثل لهم، الا انه متفاعل مع الحدث من خلال محاكاة لفرحة ارتسمت على محيا والديه أمه وأبيه ، اللذين يعلمان جيدا إلى ماذا يرمز هذا العيد الذي يحتفى به كل عام ، ليس لانه يمثل ميلاد باني نهضة عمان الحديثة جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه فحسب، وإنما بإعادة ميلاد أمه وشعب انتشلوا من براثن الثالوث الفقر والجهل والمرض فتحولوا في فترة وجيزة إلى مجتمع مدني متطور، ارتقى خلال عقود من العمل والكفاح الى مصاف الدول المتقدمة، بل تقدم على دول سبقته في ركب الحضارة، فحضور العماني بعد سنوات من التعليم كان لافتا في كل المحافل الخليجية والعربية والدولية، وذا تأثير على الحراك العالمي سياسيا كان أم اقتصاديا أم اجتماعيا ، وذلك نتيجة ما حظي به من اهتمام منذ بداية مسيرة نهضة عمان الحديثة في سبعينيات القرن الماضي، من صحة وتعليم وتدريب وصقل مهارات وبناء قدرات والاستفاده من البنى الإساسية طرقات وكهرباء ومياه وإسكان واتصالات والكثير من مرافق الخدمات .
فسلطنة عمان التي كان كتابها قبل السبعين صفحات بيضاء، ليس كتاريخ وموروث حضاري، وإنما لشكل ومكونات الدولة وإمكانياتها، حيث كانت تفتقر الى ابسط مقومات التعليم والصحة والطرقات والمواصلات والاتصالات والاستفادة من الثروات الطبيعية كالنفط والمعادن والاسماك، فكل ذلك تحول بالتدريج الى روافد لبناء دولة ومجتمع حديث ومتطور قادر على التعامل مع احدث التقنيات والتفاعل الايجابي مع القضايا المختلفة ودوائرها المتعددة، بفضل ما حظي به من تعليم وتدريب وتأهيل واهتمام ورعاية بالغة، وبالتالي حق له ان يفرح ويتغنى بمنجزات وطن يعيش فيه كإنسان، وبالبنى الاساسية التي طوعها لخدمته والتي يتنامى دورها في كل مرحلة من مراحل النهضة المباركة، لذا فكان طبيعيا أن تكون فرحة الامة اكبر في ظل نهضة عمان المتجددة ورؤيتها الطموحة ذات المسارات الاكثر استجابة لما هو قادم من تغيير على المشهد الاقتصادي العالمي، بقيادة مهندس رؤية عمان 2040 جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم الذي اشرف على ادق تفاصيلها وشارك انطلاقتها، نحو المستقبل القادم للسلطنة وشعبها الذي ينظر اليها بكل أمل وتفاؤل لاحداث التغيير الذي ينتظره بفارغ الصبر سواء على مستوى الدولة أو أفراد المجتمع .
سيظل يوم النهضة المباركة لعمان بكل ما يحمله من معاني وقيم ومفردات ومسارات ومنجزات عيدا وطنيا عزيزا وغاليا على القلوب وفرحة أمة تتجسد في ذلك الطفل الذي يردد بعفوية نشيده الوطني ويرسم قبلة على جبين قائده ويتوشح برايته الخفاقة ، واب وام نهلا من الوطن طوال عقود نهضته المباركة علما استحقا به عملا وبنيا فيه بيتا عصريا يشعران فيه بالامن والامان ، ومقيم اعتبر نفسه جزءا من هذا الوطن من خلال قانون وفر له الأمن والاستقرار وقبل ذلك تعامل المجتمع الراقي فزاد ارتباطه وعشقه لعمان واحة الأمان، ولتدم هذه الفرحة بفضل من الله على عمان ولتكن دائما دافعا لمزيد من العطاء والعمل الجاد الدؤوب ، الذي يحتاج إلى بعض الضجيج لاسماع المحيط من حولنا بان سلطنة عمان برؤيتها قادمة ليس رقما وانما لاحداث تغيير في العديد من المسارات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية، وان تصل الى العالم عبر هذه البوابات بعدما وصلته من بوابة الدبلوماسية الواعية والراقية والمعتدلة، والتي اسهمت في حلحلت العديد من الملفات الشائكة وعالجت عددا من القضايا في محيطها الخليجي والعربي والدولي، لتستمر هذه الفرحة على الدوام في نهضتها المتجددة وقيادتها المعطاءة وغدها المشرق السعيد .