طالب بن سيف الضباري:
محافظة البريمي من المحافظات التي حباها الله بالعديد من المقومات الطبيعية ذات البعد الاقتصادي والاستثماري، وذلك نظرا لموقعها الجغرافي واهميتها الاستراتيجية على خارطة السلطنة كونها تمثل بولاياتها الثلاث البريمي ومحضة والسنينة البوابة الشمالية الغربية للبلاد، فتضاريسها المتعددة الجبلية والرملية والاودية وسهولها الممتدة لمسافات شاسعة تعتبر من بين اهم المواقع الجاذبة للاستثمار والتي للاسف الشديد لم يحسن حتى الان استغلالها بالشكل الذي يليق بموقعها ومكانتها التاريخية، نعم هناك جهود تبذل من قبل بعض أصحاب الأعمال من المحافظة الا ان ثقلها الاقتصادي والتجاري يفترض ان يكون اكبر من ذلك ، خاصة بعد ان عملت الحكومة على تسهيل حركة الوصول اليها من كافة مناطق السلطنة بإزالة مراكز الحدود التي كانت تفصلها عن باقي المحافظات، ولعل التوجه القادم للحكومة من خلال رؤية عمان 2040 يتطلب ان يكون التركيز عليها اكبر، وان تعطى المزيد من الصلاحيات ورفع تلك القيود التي كانت تتساوى معها في بعض الاجراءات الخاصة بالخدمات ومن بينها قطاع المياه، والذي يعتبر الاساس في الانتعاش الذي يجب ان تكون عليه المحافظة.
لاشك هناك جهد يبذل من قبل الجهات المعنية بالمحافظة وفي مقدمتها مكتب سعادة المحافظ، الا ان هذه الجهود ان لم تجد تجاوبا وتفاعلا واللامركزية من الجهات الخدمية المعنية ستضاعف من المعاناة التي لمسناه ونحن نتشرف بالمرور بين جنباتها خلال تنظيم جمعية الصحفيين العمانية لملتقى الصحفيين في ولاية البريمي قبل عدة ايام، حيث ان حراكها التجاري والاقتصادي وكذلك السياحي مؤشره لا يتناسب وأهمية هذه المحافظة، فتشخيص الحالة الذي أشار إليه بعض رجال الاعمال وأعيان المحافظة يدل على ان انها بحاجة الى خطط عاجلة لاصلاح العديد من الجوانب المتعلقة بالارضية وبالبنى الاساسية الجاذبة للاستثمار المتمثلة في تعزيز بعض القطاعات الخدمية وتسهيل وتبسيط إجراءات الحصول عليها، خاصة وان المحافظة مقبلة من جانبها الغربي على حراك غير عادي سيشهده الطريق الجديد الذي افتتح مؤخرا بين السلطنة والمملكة العربية السعودية الشقيقة بمرورا بمحافظة الظاهرة.
إن تشجيع الحكومة للقطاع الخاص والمستثمرين من الداخل والخارج لاستغلال بعض المواقع ومنها الجزء المظلم من جبل حفيت الذي يختفي مع غروب الشمس، يعد من الجوانب الهامة لتنشيط الجانب السياحي على سبيل المثال وتأمين المزيد من فرص العمل للباحثين عنه من سكان المحافظة والمناطق المجاورة.
اذا لابد من وقفة حقيقية وجادة واهتمام غير عادي لرفع مستوى الحراك في هذه المحافظة وأن تدخل بقوة في دائرة المنافسة لتكون مدنها وقراها الحدودية كتلك التي قدر لنا زيارتها في بعض دول العالم، والتي تمثل مناطق للتجارة الحرة وإعادة التصدير ، فضلا عن الاستغلال الامثل لمواردها الطبيعة والذي لاشك سيشكل فارقا في الايراد العام للدولة، في ظل التوجه القادم من خلال الرؤية لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد الكلي على النفط الذي سيصبح في ظل الحراك المتسارع للطاقة المتجددة ووسائل التقنية الحديثة طاقة غير مجدية للاستخدام على نطاق اوسع واشمل، والى جانب ذلك فان البريمي ستبقى كما يطلق عليها أهلنا فيها ارض الجو العليل الذي ترتع فيها الغزال ويفيض منها عبير فواح يدفع بملكة النحل وشغالاتها الى معانقة شجرة البرم لتخرج منها أشهى انواع العسل وأطيبه، فلنسارع في قطع المراحل لنجعل من البريمي بوابة للفرص ومنطقة حدودية متميزة باستثماراتها وحراكها الاقتصادي والسياحي.
أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
Dhabari88@hotmail.com