بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و من والاه إلى يوم الدين .
- المكرم الشيخ/ عبدالله بن شوين الحوسني عضو مجلس الدولة ـ رئيس لجنة حقوق الإنسان .. راعي حفل افتتاح الدورة الأولى من “الملتقى العماني لصنّاع الإعلام” .
- المكرمين .
- أصحاب السعادة .
- ضيوفنا الأعزاء .
- إخواني و زملائي الصحفيين و الإعلاميين .
- الحضور الكريم .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
نحييكم و نرحب بكم في الدورة الأولى لهذا الملتقى الإعلامي الذي تنظمه جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون مع مؤسسة الرؤية ، و الذي سيتناول في جلساته محاور مهمة لموضوع الإعلام الرقمي ، يشارك في تقديمها كوكبة من الخبرات الإعلامية العمانية و العربية التي عاصرت جيلي الإعلام حتى هذه اللحظة هما جيل الإعلام المعروف للجميع الذي يطلق عليه الإعلام التقليدي ، و جيل الإعلام الرقمي الذي تتعدد مسمياته منها : الإعلام التقني ، و الإلكتروني ، و التفاعلي ، و / إعلام الوسائط المتعددة multi media / ، و / الإعلام الشبكي الحي على خطوط الاتصال online media / ،
و / الإعلام السيبروني CYBER MEDIA / و / الإعلام الشعبي HYPER MEDIA/ و غيرها من المسميات .
فلهذه الكوكبة الرائعة نوجه الشكر الجزيل و فائق الامتنان على تلبيتها الدعوة للمشاركة في هذا الملتقى ؛ لتقدم لنا عصارة فكرها و معرفتها و خبرتها و رؤيتها حول الإعلام الرقمي الذي أصبح إعلاما فاعلا و مؤثرا في حياتنا اليومية ، و كيفية النهوض بهذا الإعلام الجديد ، و سبل مواجهة التحديات و العراقيل التي يمكن أن تقف أمام هذا الإعلام الحديث الذي استطاع أن يغير نظرتنا النمطية حول مفهوم الإعلام و وسائله المؤثرة و قدرته على اختراق فضاءات الفكر البشري ، و التأثير إيجابا و سلبا على سلوك و قيم و مبادئ المجتمع الإنساني ..
الحضور الكريم ..
لقد أفرزت ثورة تكنولوجيا الاتصالات نمطاً إعلامياً جديداً يختلف في مفهومه و سماته و خصائصه و وسائله عن الأنماط الإعلامية التقليدية ، إذ أوجد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قنوات للبث المباشر من جمهورها في تطور يغير من جوهر نظريات الاتصال المعروفة ، و يوقف احتكار صناعة الرسالة الإعلامية لينقلها إلى مدىً أوسع و أكثر شمولية ، و بقدرة تأثيرية و تفاعلية لم يتصوّرها خبراء الاتصال.
كما أحدثت ثورة المعلومات التي يعيشها العالم الآن طفرة هائلة في الصناعة الإعلامية و أنماط استهلاك المعلومات و إنتاجها و نشرها و التشارك فى مضامينها ، حيث أدى هذا التطور إلى تقسيم القطاع الإعلامي كما ذكرت آنفا إلى مجالين هما : “الإعلام التقليدي” الذي يضم الصحف و المجلات و الإذاعة و التليفزيون ، و ”الإعلام الجديد” الذي يقوم على تدفق المعلومات عبر شبكة الإنترنت و الهواتف المحمولة ، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي.
و لهذا / يُعرّف / المختصون و خبراء الاتصال الإعلام الرقمي :
/ بأنه الإعلام الذي يستخدم كافة الوسائل الاتصالية المتاحة للوصول إلى الجمهور أينما كان وكيفما يريد / .
و قد تعددت وسائل الإعلام الجديد و أدواته و هي تزداد تنوعاً و نمواً و تدخلاً مع مرور الوقت ، و من هذه الوسائل :
المحطات التلفزيونية التفاعلية ، و التلفزيون الأرضي الرقمي ، و تلفزيون الآي بي ، و تلفزيون الانترنت ، و الفيديو عند الطلب ، و الصحافة الإلكترونية ، و منتديات الحوار ، و المدونات ، و المواقع الشخصية و المؤسسية و التجارية ، و مواقع الشبكات الاجتماعية ، و الإذاعات الرقمية ، و شبكات المجتمع الافتراضية ، و المجموعات البريدية ، و الهواتف الجوالة التي تنقل الإذاعات الرقمية ، و البث التلفزيون التفاعلي ، و مواقع الانترنت ، و الخرائط الرقمية ، و مجموعات الرسائل النصية و الوسائط المتعددة ، و لا شك أننا سنشهد في قادم الأيام أنواعا و أشكالا و أنماطا أخرى من وسائل و منصات الإعلام الجديد .. فالعقل البشري لديه من المخزون المعرفي الذي أودعه الله فيه ، و قوة التحدي على الابتكار و تحقيق الطموح الكثير و الكثير ، و لن يتوقف كل ذلك عند حد معين طالما استمرت الحياة على هذه الأرض.
لقد حقق الإعلام الرقمي اكتساحاً كبيراً ، و فرض سيادة قوية من حيث الانتشار ، و اختراق كافة الحواجز سواءً كانت حواجز مكانية أو زمنيه ، بالإضافة إلى التنوع اللامحدود في رسائله و محتواه نظراً لما يملكه من قدرات و مقومات تمكنه من الوصول للجميع و في أسرع وقت ممكن ، مخترقا الحجب و الحواجز التقنية التي تعتمد عليها وسائل الإعلام التقليدي ؛ نظرا لما يملكه من خصائص تميزه و ينفرد بها ، و تنوع و تعدد المحتوى و سهولة الوصول إلى الجمهور.
و مع ما حققه الإعلام الجديد أو الإعلام الرقمي من نجاحات عظيمة و قفزات هائلة إلا أنه بلا شك يواجه العديد من التحديات و المعوقات التي تقف أمامه و تعرقل مسيرته المتواصلة منها ما يتعلق بالدعم و التمويل ، و منها ما يخص القوانين و التشريعات التي تنظم عمله و أداءه ، و منها ما يرتبط بالقدرة على توفير الوسائل و الأجهزة التي تساعد على تنفيذ رسائله و محتواه ، ناهيك عن قلة الكفاءات و الخبرات الاحترافية القادرة على التعامل مع هذا الإعلام الجديد و الإبداع فيه .
- الشيخ المكرم .
- المكرمين .
- أصحاب السعادة. – الحضور الكريم .
- الزملاء و الزميلات .
لا شك أن هذا الملتقى الإعلامي الأول و الهام سيثري معارفنا ، و سيوسع مداركنا في هذا الجانب ، و سيوجه بوصلة أدائنا و توجهاتنا نحو أحسن السبل لتقديم أفضل رسائل وأ قوى محتوى لجمهور الإعلام الرقمي ..
أرجو لكم مزيدا من الفائدة مما سيقدمه المشاركون ، و مما سيطرح في النقاشات المصاحبة .
/ شكرا جزيلا لكم جميعا ./
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .