الثلاثاء , أبريل 15 2025
أخبار عاجلة

ملتقى الصحفيين في جنوب الباطنة.. استكشاف الإرث التاريخي والطبيعة الساحرة

جمال بن سالم المعولي

إن الصحافة والإعلام يحملان مسؤولية كبرى في نقل جمال العالم المحيط وتسليط الضوء على ثرواته الثقافية والطبيعية، وفي محافظة جنوب الباطنة تتجسد هذه المسؤولية من خلال حدث استثنائي يحمل عنوان ملتقى الصحفيين؛ هذا الملتقى الذي يمتد من 22 إلى 24 أبريل 2025م يُتيح فرصة حقيقية للغوص في أعماق الموروث الثقافي والتراثي للمحافظة.

برعاية سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة، ومن خلال إشراف جمعية الصحفيين العمانية ممثلة بلجنة الصحفيين بالمحافظة، يظهر هذا الحدث كمنصة تعزز دور الصحافة والإعلام في إظهار الجوانب المشرقة لعُمان. فهنا، لا يقتصر الأمر على تسليط الضوء على معالم الجذب السياحي فحسب؛ بل يشمل أيضًا إبراز المشاريع التنموية والإمكانات الثقافية التي تُثري المحافظة.

إنَّ ما يجعل محافظة جنوب الباطنة وجهة لا تُقاوم هو المزج الفريد بين سحر الطبيعة وإرثها التاريخي الثري؛ لذا جاءت الهوية البصرية الترويجية للمحافظة كجزء من مساعيها لتعريف الزوار بما تضمه من معالم بارزة، بدءًا من قلاعها وحصونها، وصولًا إلى مزارعها وأفلاجها، تضم المحافظة ست ولايات يزخر كل منها بجوانب حضارية وبيئية تجعلها وجهة مميزة للسياح والمستكشفين؛ فمحافظة جنوب الباطنة، بمزيجها الفريد من التراث والتضاريس الطبيعية الخلابة، تضم ست ولايات: الرستاق، العوابي، نخل، وادي المعاول، بركاء، والمصنعة وكل ولاية تحمل تاريخًا غنيًا وطبيعة متميزة تجعلها وجهة سياحية استثنائية، وسوف نعرج بكم في رحلة قصيرة لكل ولاية للتعرف عليها عبر هذا المقال.

ولاية الرستاق؛ عبق التاريخ والطبيعة الجبلية:

تجمع ولاية الرستاق بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة الجبلية، حيث كانت في السابق عاصمة لعمان في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي والإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي. تحتضن الولاية معالم بارزة؛ مثل قلعة الرستاق، التي تُعد واحدة من أقدم القلاع العمانية، وحصن الحزم، الذي يعكس براعة العمارة العمانية التقليدية، كما تشتهر بينابيعها الساخنة؛ مثل عين الكسفة بمياهها العلاجية الكبريتية، إضافة إلى فلج الميسر، أحد أكبر الأفلاج في السلطنة، الذي يروي أراضي واسعة، وتتميز أيضًا بمواقعها الطبيعية الساحرة؛ كوادي الحوقين بشلالاته المتدفقة ومياهه العذبة؛ مما يجعلها وجهة مميزة لمحبي المغامرات والاستجمام، وإلى جانب أهميتها السياحية، تُعد الرستاق مركزًا تجاريًا نشطًا بفضل سوق أبو ثمانية التاريخي، الذي كان مركزًا اقتصاديًا مهمًا في الماضي ولا يزال نابضًا بالحياة حتى اليوم، حيث يعتمد السكان على زراعة النخيل والحمضيات، كما تعد ولاية الرستاق موطنًا لتراث تاريخي عريق وطبيعة تأسر القلوب؛ مما يجعلها مقصدًا سياحيًا وثقافيًا فريدًا في سلطنة عُمان.

ولاية العوابي؛ الطبيعة الساحرة والوديان الخضراء:

تضم ولاية العوابي؛ وادي بني خروص، المشهور ببيئته الخضراء وقراه التراثية، إضافة إلى قرية “وكان” التي تقع على ارتفاع 2000 متر عن سطح البحر، وتتميز بمدرجاتها الزراعية التي تحتضن أشجار الفاكهة المتنوعة، وتعتبر وجهة رائعة للاستمتاع بجمال الطبيعة والتقاط الصور التذكارية.

ولاية نخل؛ جمال الطبيعة والمواقع الأثرية:

تشتهر ولاية نخل بقلعتها التاريخية، التي تقع وسط واحات النخيل، وعين الثوارة، التي تُعد من أبرز العيون الطبيعية في سلطنة عُمان؛ حيث تتدفق مياهها وسط طبيعة خلابة، إضافة إلى وادي مستل الذي يتميز بمناخه المعتدل وجماله الأخّاذ؛ مما يجعله وجهة مثالية لمحبي الرحلات الاستكشافية.

ولاية وادي المعاول؛ الممشى السياحي والمعالم التراثية:

تحتضن ولاية وادي المعاول ممشى حجرة الشيخ، الذي يمتد بطول 1500 متر، ويربط بين مواقع تاريخية بارزة؛ مثل حارة حجرة الشيخ وقلعة السفالة ومتحف بيت الغشام، كما يمر بجوار فلج الواشحي الذي يُعد من أبرز الأفلاج في الولاية، وتزخر بالعديد من القلاع والحصون مثل قلعة السفالة، رمز الولاية في بلدة أفي، وقلعة مسلمات، إلى جانب حصن حبراء وبرجي الحجرة وشامس الشامخين، كما تشتهر الولاية بوجود نحو 40 فلجًا، منها فلج المالكي وفلج السليل المعروف بمياهه الدافئة، بالإضافة إلى عدة عيون؛ مثل عين الشلي المستخدمة للعلاج الطبيعي، كما تُعرف الولاية بالحرف التقليدية؛ مثل صناعة الخناجر والفخار والسعفيات؛ ما يعكس عمقها الثقافي وتراثها العريق.

ولاية بركاء؛ المزارات التاريخية والطبيعة الساحلية:

تُعد ولاية بركاء من أبرز الوجهات السياحية في محافظة جنوب الباطنة؛ حيث تضم حصن بركاء وحصن الفليج، إلى جانب بيت النعمان الذي يعكس التاريخ السياسي والاقتصادي لسلطنة عُمان في العصور الماضية، كما تتميز بشاطئ السوادي؛ الذي يُعد وجهة مثالية لاستكشاف الجزر الصخرية القريبة وممارسة الرياضات البحرية؛ مثل الغوص وركوب القوارب، وكذلك تشتهر بجزر الديمانيات الطبيعية بمياهها الفيروزية الغنية بالشعاب المرجانية؛ مما يجعلها مقصدًا رائعًا لمحبي الغوص والاستكشاف البحري.

ولاية المصنعة؛ الطبيعة الساحلية والمعالم التاريخية:

تتميز ولاية المصنعة بموقعها الساحلي الذي يضم العديد من الشواطئ الجميلة الممتدة من منطقة محارة إلى ودام الساحل؛ مما يجعلها وجهة مثالية لممارسة الرياضات البحرية والتخييم؛ كما تحتضن حصن المصنعة؛ الذي يُعد تحفة معمارية تعكس فن العمارة التقليدي، ويتميز باستخدام الحجارة الجبلية في بنائه، بالإضافة إلى خور القريم؛ الذي يُعد موطنًا للطيور المهاجرة ويوفر بيئة طبيعية خلابة للزوار.

إن ملتقى الصحفيين في محافظة جنوب الباطنة يُشكل فرصة مثالية لتوثيق هذه الكنوز الطبيعية والتاريخية، وتسليط الضوء على الإرث العماني العريق؛ ولذلك ومن خلال هذا المقال أدعو جميع الصحفيين والإعلاميين لنقل صورة جميلة عن أهم الأماكن السياحية والتاريخية عبر المقالات الملهمة، والتغريدات المؤثرة، أو أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي.

فهذه هي محافظة جنوب الباطنة ترحب بالجميع، وتفتح أبوابها للصحفيين والإعلاميين؛ ليكونوا سفراء لهذا الجمال الأخّاذ.

شاهد أيضاً

اسدال الستار على منافسات البطولة الكروية الرمضانية لجمعية الصحفيين العمانية .. غداً جريدة الشبيبة والشؤون الادارية والمالية بوزارة الاعلام يتنافسان على لقب كروية جميعة الصحفيين

مسقط: يسدل الستار مساء غدٍ الأربعاء على منافسات البطولة الكروية الرمضانية لجمعية الصحفيين العمانية لعام …