الصحوة – محمد بن خميس الحسني
أكاد أجزم أن هناك العديد ممن تحدثوا وكتبوا في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي وفي بعض الصحف وفي المجالس عن الزحمة في شوارع محافظة مسقط وخاصة سكان ولاية السيب تحديدًا منطقة المعبيلة.
الحديث عن زحمة الشوارع لم يكن وليد اللحظة بل هو من سنوات وقبل زحمة المعبيلة وزحمة شارع السلطان قابوس في أوقات الذروة و نستمر نعاني من الزحمة لعدد من السنوات وبعدها يعالج الموضوع وبعدها بفترة ينشأ زحام آخر في أماكن أخرى من المحافظة.
إن حجة منطقة المعبيلة مأهولة بكثرة السكان أكثر من غيرها من المناطق حجة بالية، فمعظمنا يدرك حجم الإقبال للسكن في المعبيلة نظرًا لتوافر عدد من الإمتيازات فيها كمناسبة قيمة شراء الأرض وقربها من الخدمات، وهذا يعني إن مشكلة الإزدحام موجودة منذ فترة طويلة ومع زيادة عدد السكان يزداد الزحام وهذا أمر طبيعي – لا جدال فيه.
طبيعي جدًا الزيادة في التركيبة السكانية خاصة في العاصمة مسقط فمن غير المعقول البتة أن عدد السكان ماقبل عشرين عامًا هو نفس عدد عامنا الحالي، اتفق أن نمو السكان لدينا بطئ نوعا ما نظرَا لعدد من المتغيرات والعوامل الحياتية التي تؤثر بشكل مباشر على السكان لذا فالزيادة هنا يفترض محسوبة عند التخطيط لإنشاء وتعبيد الطرقات.
المشكلة في الموضوع هنا لماذا عند كل تخطيط عمراني لا نراعي موضوع الطرق بحيث تكون هناك عدة مخارج لكل منطقة سكنية ويكون لك مخرج طريق مزدوج ذو حارتين وكل مخرج لا يلتقي مع الآخر وليس كالذي حادث الآن فالطرق الموجودة لكل مربع او مربعين سكنيين أغلبية مخارجهن تلتقي في مكان واحد وهنا تكمن مشكلة الإذحام المروري.
لذلك نرى أن معظم الموظفين والعاملين في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة الذين يدامون في الفترة الصباحية والمتجهين بإتجاه ولاية بوشر يعانون الأمرين من الإذحام بشكل يومي والذي يريد أن يخفف من تلك المعاناة يجب عليه أن يذهب باكرا للدوام في وقت لا يتجاوز تقريبا السادسة والنصف ولو تأخر لدقائق معدودة عن ذلك الوقت سيقع في محطة الإنتظار المطول .
بطبيعة الحال لا تقتصر الزحمة في تلك المنطقة فقط وإنما هناك مناطق أخرى تزدحم بالمركبات في أوقات معينة، فعلى سبيل المثال لا الحصر الساعة الرابعة ونصف تقريبا في كل يوم عدا الجمعة والسبت تجد شارع السلطان قابوس تحديدا بعد جسر العذيبة بإتجاه السيب لغاية سيتي سنتر الموالح والمركبات تمشي ببطئ وبسرعة لا تتجاوز ال 50 كم تقريبا ومن الجهة المعاكسة كذلك في نفس التوقيت يبدأ الزحام من بعد جسر الغبرة ولغاية القرم.
همسة :
هناك من يرى أن هناك حلولًا عديدة لتقليل ذلك الإزدحام عن طريق الحافلات للنقل الجماعي أو عن طريق الميترو ومنهم من يرى بعمل زيادة في المخارج والطرق وكل هذه الحلول ناجحة بالفعل ولكنها تستغرق وقتًا طويلأ، حتى توفير الحافلات تحتاج لوقت لعملية موافقة الجميع عليه فمعظمنا يحب الخصوصية عند الذهاب للعمل كما أن توفير الحافلة يحتاج لوقت مطول خاصة عند توصيل كل موظف لجهة عمله فالموضوع هنا ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض .
لذا على الموظفين الصبر لحد الفرج، فهما طال الوقت لابد سيكون هناك عمل قادم سينجز يقلل ذلك الإزدحام، ويجب عليهم في وقتنا الحالي التبكير في عملية الذهاب إلى أعمالهم ويفضل أن يكون في أوقات مختلفة فئة في الساعة السادسة وعشر دقائق صباحًا وفئة السادسة وعشرون دقيقة وفئة أخرى السادسة والنصف وهكذا.
عملية تنظيم الوقت مهم جدًا خاصة عند معرفتنا بأصل المشكلة، مدرك أن بعضكم يقول : نذهب باكرًا جدًا ونصل الدوام قبل بدايته بنصف ساعة، نعم تصل قبل بداية عملك بنصف ساعة وفي بعض الأحيان تصل قبل بساعة وساعتين ، ولكن أيهما أفضل لك أن تصل الدوام قبل ساعة أو أن تتأخر دائما بساعة وساعتين؟!!
همسة خاطفة :
لست من المتضررين من الإزدحام المروري ولكن أنا أحس بمعاناة وتعب الآخرين القاطنين في تلك المناطق المأهولة بكثافة سكانية كبيرة فالجلوس يوميا خلف مقود السيارة ساعتين أو ثلاث يضر بصحة الإنسان.
ودمتم بود.
alhassani60536@gmail.com
المصدر: https://alsahwa.om/?p=133139