الخميس , نوفمبر 21 2024
أخبار عاجلة

ولنا كلمة: قبل أن يحتضر إعلامنا !!

طالب بن سيف الضباري

أمين سر مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

طوال السنوات القليلة الماضية كثر الحديث عن حجم التراجع الذي شهده الإعلام الرسمي، وانعكاسه على الإعلام الخاص إلا ما ندر ونعني بذلك البعض الذي اجتهد من الصحف الإلكترونية ليكون حاضرا في المشهد، إلا ان في المجمل كان ضحية إهمال البعض يعتقد انه متعمد والبعض الآخر يرى عكس ذلك، وان سياسة ادارته لم ترتق إلى الأخذ بأيدي صحف أسست الإعلام العماني ورسمت خارطته وفلسفته في التعاطي مع قضايا المجتمع المختلفة، في الوقت الذي كان يفترض ان يكون دور تلك السياسة داعما ومساندا ومعززا لدور تلك المؤسسات المكمل لدورها في مواكبة خطط وبرامج الحكومة عبر مساراتها التنموية المختلفة، وإعطاء مساحة لأفراد المجتمع للتعبير عن قضاياهم ومشكلاتهم وإيصالها إلى الحكومة، إلا ان ذلك حتى الآن لم يحدث ربما لم تتوفر القناعة لدى القائمين على الإعلام، أو أن القدرة على قيادة هذا المرفق أكبر من الامكانيات الموجودة، وأدى ذلك بالمجتمع إلى العزوف عن مشاهدة قنواتنا الفضائية وابتعدوا عنها نتيجة ضعف المحتوى الذي يقدم، مما أدى ذلك إلى إشارة جلالة سلطان البلاد المفدى للارتقاء بقطاع الإعلام ووضع الخطط الفاعلة لتعزيز الاستفادة من هذه التطورات بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية للإعلام العُماني، ولما يمثله من دور لمواكبة خطط وبرامج نهضة عمان المتجددة، والمسارات التي تسير عليها رؤية عمان 2040م. تلك فعلا قضية لابد من الوقوف معها وفتح ملف لها لمناقشة أسبابها وما آلت اليه من ضعف في الأداء والمعروض، وكذلك الافتقار إلى المهنية في بعض الأحيان من خلال التعاطي لتقدير مضمون الرسالة المذاعة التي تجيب على ما يريد أفراد المجتمع معرفته.

فالإعلام العماني حسب ما ذهب اليه البعض انه استسلم بسهولة للواقع الذي تفاجأ به نتيجة ازمة اقتصادية وما تبعها من تبعات كورونا، وظهور الإعلام الإلكتروني بقوة دون ان يكون هناك ادارة ازمة تحافظ على قوة الإعلام من خلال وسائله العريقة، وتعينه على الاستمرار والمحافظة على كوادره العاملة، التي كسبت مهنية متقدمة في أقسامه المختلفة اقتصادية كانت ام رياضية او سياسية او اجتماعية، وانشغلت بتحجيم دوره لضمان مساهمتها في عملية الترشيد التي كانت تنادي بها الحكومة في تلك الفترة، فأصبحت على سبيل المثال بعض المؤسسات ذات حجم اقل فتراجع أداؤها وتواجدها، في الوقت الذي تحتل في الدول مكانة كبيرة تصل إلى حجم اكبر وحضور لافت.

كما ان الصحف اليومية اصبحت هي الأخرى ضحية ذلك التوجه الذي فضل ان يكون في الصفوف الخلفية، بدلا من السعي للبحث عن البدائل التي تجنب الأذرع الصحفية من الانهيار، وانعكاس ذلك سلبا على العشرات إن لم يكن المئات من العاملين في تلك المؤسسات، ، فبعد كل ذلك يتساءل البعض أما آن الأوان أن تشهد السياسة الإعلامية تغييرا في كل شيء؟ في الإدارة والفكر والمهنية، والتعامل مع الإعلام الخاص وكأنه ركن اساسي من اركان إعلام الدولة، انطلاقا من ان الرقي به ودعمه يعد دعما للمنظومة، اننا نحتاج في قادم الأيام إعلاما يترجم ما أشار اليه جلالته ويساير منطلقات نهضة عمان المتجددة ورؤيتها 2040 بمهنية عالية، يبتعد عن العلاقات العامة ويركز على قضايا وهموم المجتمع، فهل سنرى ذلك قريبا قبل أن يحتضر إعلامنا؟ نرجو ذلك.

طالب بن سيف الضباري
Dhabari88@hotmail.com

شاهد أيضاً

محافظة جنوب الباطنة تستعد لاستضافة الملتقى الصحفي بالتنسيق مع جمعية الصحفيين العمانية

عقد سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة، اليوم لقاءً مع إدارة مجلس …