طالب بن سيف الضباري:
على الرغم من أن عام 2020 يعتبر نوفمبره بداية للنهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، إلا ان الظروف التي مرت بها سلطنة عمان خلال العام من رحيل القائد المؤسس وبداية انتشار جائحة كورونا وقصر فترة بداية التجديد، لم يقف فقط عند استمرار الحزن على الراحل ـ طيب الله ثراه ـ وانما شاءت الاقدار ان يتوقف قطار المنجزات مؤقتا، وأن تسخر كل الجهود لمواجهة عدوين قويين؛ هما تراجع الاقتصاد المحلي نتيجة تراجع أسعار النفط وجائحة كورونا، الا اننا نستطيع القول بأن نوفمبر هذا العام يمثل البداية النوفمبرية الاولى لنهضة عمان المتجددة ولعل من ابرز منجزاتها بداية الانطلاقة الحقيقية لرؤية عمان 2040 في عدد من المسارات، فضلا عن تلك القراءة للاحداث والتي اسهمت في تماسك الحكومة والمحافظة على مسار تقديم الخدمة دون حدوث تأثيرات تؤدي بالاقتصاد الى التراجع المؤثر على حراك المجتمع، نعم كانت هناك العديد من الاجراءات التي شعر بعبئها افراد المجتمع وأثرت عليهم في جوانب مختلفة الا انها كانت ضرورية لتجاوز هذه الازمة ومن ثم العودة الى التعويض من خلال حزم الامتيازات التي يستحقها المواطن على تضحياته من اجل بلده، عملا بالمثل الشعبي المتداول في مثل هذه الظروف ( صبر ساعة ولا وجع دوم ) بمعنى ان يتحمل افراد المجتمع في سبيل الوطن افضل الف مرة من ان يدخل الوطن في دوامة الدين ومد يده الى الاخرين ويفرض عليه بعد ذلك سلسلة من الاجراءات ستكون اقصى من تلك التي اضطر الى فرضها علينا كمواطنين .
فالايام النوفمبرية دائما ينظر اليها المجتمع على انها تحمل له الخير الكثير ليس فقط في تلك الحصيلة من الانجازات على مستوى الخدمات، وانما المكارم التي تلامس حاجة الناس وتخفف عليهم بعض الاعباء التي تؤثر على اداء اعمالهم، فها هي تلك المكارم قد اعلنت من لدن المقام السامي ـ حفظه الله ورعاه ـ بتوجيهه للحكومة لترقية الموظفين في القطاع الحكومي المستحقين ممن لم يرقوا منذ عام 2011 ، والذي سيستفيد منها حوالي 28 ألف موظف فضلا عن الاستجابة لمطالب الشعب بتثبيت سعر الوقود وإلغاء حزمة من الرسوم التي تدفع من قبل بعض القطاعات وتخفيض عدد منها كما ورد في بيان مجلس الوزارء الموقر، الى جانب بطبيعة الحال التوجيه السامي بإعداد دليل موحد لتسعيرة رسوم الخدمات الحكومية، يراعى فيها الاثار المالية والاقتصادية والاجتماعية المحتملة بالاضافة الى التكلفة الاجمالية التي يتحملها المستفيد من الخدمة، لذا فان الاستجابة جاءت سريعة للتوجيهات واعلن عن تخفيض رسوم 548 رسم خدمة بنسب تراوحت بين 17 الى 96 بالمائة ، لثلاث جهات كمرحلة اولى تمثلت في وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والتراث والسياحة وقطاع البلديات .
اذا القادم ان شاء الله اجمل ولعل تلك الحزم بداية للتخفيف عن قطاع كان يشعر بثقل تلك الرسوم التي كانت تتزايد خلال السنوات الماضية، وسيعطيه ذلك فرصة للتجاوب مع تلك المكارم ورد الجميل من خلال فتح المجال امام الشباب للحصول على عمل في مختلف المجالات ودعم جهود الدولة في عملية التشغيل ، الى جانب التشجيع على الاستثمار لتنمية الاقتصاد وبناء مسارات جديدة للحصول على المزيد من فرص العمل، فالرؤية إذا ما أسهمنا في نجاحها لن ترتقي بالاقتصاد الوطني فقط إلى المؤشرات العالمية والدخول في دائرة المنافسة مع باقي الاقتصاديات العالمية، وانما كذلك بالمواطن في مختلف المجالات خاصة ما يتعلق منها بتحسين وضعه الاقتصادي والاجتماعي والارتقاء بجودة الخدمة التي يحصل عليها ومواكبة الجديد من التقنية المستخدمة سواء على مستوى حياته اليومية او تعاملاته مع اجهزة الخدمات المختلفة، بداية موفقة لنهضتنا المتجددة للعبور الى فضاءات اكثر جدية لاسعاد المواطن التي اعلن عنها المؤسس الراحل في خطابة الاول للنهضة والتي سيحرص على استمرارها مجدد النهضة حفظه الله ورعاه .
أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
Dhabaari88@hotmail.com