طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن ارتفاع قيمة باقات جيجابايت الانترنت في سلطنة عمان، من خلال شركات الاتصالات الموجوده خاصة ما يتعلق منها بالباقات الشهرية، التي ما تلبث ان تشتريها لشهر على سبيل المثال بقيمة 10 ريالات عمانية 16 جيجابايت، وبعد ثلاثة ايام او اربعة تتفاجأ برسالة من الشركة تفيد بان البيانات المتبقية لديك اقل من كذا، على الرغم من انك تستخدم التصفح فقط، فما هي اسباب ذلك؟ حتى شركات الاتصالات والجهات المعنية ليس لديها اجابة على الرغم من علامات الاستفهام الكثيرة، فليس من المعقول ان يشعر مستخدم هذه الحزم او الباقات انه مستغل بشكل واضح، وان هدف هذه الشركات هو ليس الجودة وكسب رضاء المستخدم، وانما التركيز على الكسب المدي السريع على حساب جيب المستهلك ،وذلك خلافًا لما تعمل عليه عديد شركات الاتصالات في مختلف دول العالم التي تقدم خدمة افضل وارخص.
ان خدمة الانترنت اصبحت جزءا مهما واساسيا من الحياة اليومية، كما انها وفي ظل التقنية المستخدمة والتطور التقني والذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات ومنها التعليم، يتحتم على الاسر ان تؤمن هذه الخدمة لابنائها الدارسين المطالبين باستخدام هذه الخاصية في تعليمهم بدءًا من اولى المراحل حتى آخرها، فكيف في ظل هذا الاستغلال الجشع تتحقق طموحات الوطن بوجود جيل مبدع ومبتكر يستفيد من مساحة خدمة الانترنت باطول فترة زمنية واقل كلفة؟ لذا لابد ان تكون هناك وقفة جادة من الجهات المشرفة على شركات الاتصالات، لمراجعة حساباتها في سعر ما تقدمه من خدمة في مجال الاتصالات من ناحية، وفي مراعاة ان تكون تلك الباقات محفزة وغير محبطة للمستخدم، وان تختفي تلك الرسائل التي تصل بعد الاشتراك بيوم ان البيانات المتبقية لديك اقل من %70 ومن ثم %40 وبعدها بقليل %20 ثم النهاية، وانت بعد لم تستفد بتلك الباقة التي فرحت بشرائها بمبلغ تعتقد انها ستكفيك شهرا.
فاذا كان النهج المتبع هو تجاهل المطالبات والمناشدات بمراعاة احوال افراد المجتمع في ارتفاع كلفة استخدام هذه الوسيلة، فاقلها ان تكون هناك باقه مخصصة للطلبة بسعر مخفض وسعة اكبر ، خاصة ونحن مقبلون على عام دراسي وربما ادخلت فيه بعض برامج التعليم التقنية ،دعما لهذه الشريحة التي يراد لها ان تكون مستقبل هذا الوطن وعموده الفقري الذي يستند عليه في نهضته ونمائه وتطوره.