طالب بن سيف الضباري
dhabari88@hotmail.com
من الأمور التي تحرص بعض الدول المستوردة للقوى العاملة، تجنب تواجد أعداد منها بكثرة في مربع سكني واحد، لحفظ الأمن من ناحية، ونظافة تلك الأماكن التي يؤدي اكتظاظها بالمقيمين من العمال لتحويلها إلى عشوائيات، تأوي بين جنباتها ليس فقط من لديهم إقامة سارية، وانما أولئك الذين يفتقدون إلى شرعية التواجد، فمن المؤسف حقا أن نجد أحد المربعات السكنية بمساحة كبيرة في قلب مدينة صلالة، وقد تحول الحي لمقر للوافدين من جنسية واحدة، حولوا ممراتها إلى سوق يمتد لمئات المترات، تباع فيه انواع شتى من البضائع غالبيتها مستعملة، هذا التجمع الذي يقع خلف مكتبة دار الكتاب العامة، يتفاجأ بحراك غير عادي وظاهرة لم يسبق مشاهدتها من قبل بهذه الطريقة، بأن تتحول حارة بأكملها إلى تجمع لجنسية واحدة من العمال الوافدين، وهذا يذكرنا قبل عدة سنوات بإحدى الدول الخليجية عندما تغاضت السلطات في تلك الدولة عن معالجة تكدس العمال المستقدمين من إحدى الدول في مربع سكني، وأدى ذلك الى حدوث فوضى تطلب الأمر فترة لمعالجتها.
نعم ربما العديد من الأفراد مستفيدون من ذلك، نتيجة تأجير عقاراتهم ومراعاة مصالحهم، إلا أن مصلحة الوطن يجب أن تأتي في مقدمة المصالح، والسؤال المطروح ماذا لو أن هذه العمالة تزايد عددها وفرضت سيطرتها على ذلك الحي نظرا للقوة التي ستشكلها؟!، ثم أين الجهات المعنية المسؤولة للوقوف على هذا الحراك المشوب بالحذر؟ فتجمعات من جنسية واحدة لا تخلو من بعض الظواهر التي تسيء إلى المجتمع، فلا يستبعد أن تتحول إلى أرض خصبة لترويج وتوزيع وتعاطي بعض الممنوعات، نعم هناك جهود تبذل من خلال بعض الحملات التفتيشية المفاجئة وضبط بعض المخالفين كما علمنا وآخرها قبل الخريف، إلا أن ذلك ليس له تأثير على هذا التواجد، حيث ما تلبث أن تصادر الجهات المعنية بضاعتهم فيعودوا بعد ساعات وكأن لم تكن هناك حملة أو إجراء اتخذ في حق هذه المخالفة.
لذا لابد من الإسراع في إيجاد حل لهذا التجمع العمالي للوافدين، الذين وصل بهم الحال إلى استيراد كل ما يستهلكونه من بلدهم الأم حتى اللحوم والدجاج، من خلال إما السماح لأصحاب العقارات بتحويلها إلى تجاري سكني لأنها ملاصقة للسوق، أو تفكيك هذه القنبلة الموقوتة وتوزيعها على أكثر من تجمع، فبقاؤها بهذا الشكل سيكون له العديد من السلبيات على المدى البعيد وبالتالي سيتطلب ذلك جهدا أكبر لمواجهتها عما هو عليه الآن.