فن الدبلوماسية ( وإدارة العلاقات العامة )
بقلم: سعدون بن حسين الحمداني / دبلوماسي سابق
تحاول كافة المدارس الدبلوماسية والإعلامية وضع الأسس والنظريات والمفاهيم المتطورة والحديثة لفن إدارة العلاقات العامة مع التطور التكنولوجي الحاصل بالعالم وخاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث جعل كل دول العالم في أيدينا وفي متناول أفكارنا وأنشطتنا المستقبلية ، وذلك بالحفاظ على خصوصيتنا وثقافتنا وطابعنا الأخلاقي.
و كما هو معلوم فإن الدبلوماسية تعرف بأنها السياسة الخارجية للدولة، أو هي رعاية المصالح الوطنية في السلم والحرب ، أما التعريف الشامل للسياسة فهو: أنها مجموعة المفاهيم والقواعد والإجراءات والمراسم والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية والممثلين الدبلوماسيين والشركات و القطاع المختلط والخاص ؛ بهدف خدمة المصالح العليا للجميع ، وأن أداة الدبلوماسية هي كيفية إدارة العلاقات العامة ومدى تأثيرها في تحقيق الأهداف المخطط لها.
إن حاجة المجتمع إلى نشاط وإدارة العلاقات العامة في عالم اليوم أصبحت اليوم ضرورية ؛ لأن هذا النشاط أو الإدارة يعتمد ويدرس سلوك وحاجة واحتياج الأفراد والجماعات والحكومات ، وإن تنظيم العلاقات بين اثنين، شخصيا أو رسميا ، فرديا أو جماعيا ، يعتمد كليا على الثقة والتفاهم والمنفعة المتبادلة بالإضافة الى الصدق ووضوح الهدف بشرط عدم المساس والانتقاص من الطرف الثاني.
و فن الدبلوماسية يعتمد إلى درجة كبيرة في إدارة العلاقات العامة لتشابك النظريات والاهداف معاَ في أغلب وجهات المجتمع ، سواء الفردية أم الرسمية وخاصة في مجال التنمية والشراكة الاقتصادية مما نتج عنه ظهور الدبلوماسية الاقتصادية التي تهدف إلى تبادل وتطوير مصالح البلدين تحت مظلة التبادل المنفعي ، والذي يستند بصورة مطلقة على إدارة العلاقات العامة ؛ لأن لولا العلاقات العامة والتعريف بكل أوليات التعاون المتفق عليه لما ظهرت الدبلوماسية الاقتصادية التي تشجع عجلة التنمية ، سواء على مستوى الشركات الفردية أم على مستوى الحكومات، ولذلك فإن الإدارات الحكومية يجب أن تقوم بنشاط إخباري واسع تحاول بواسطته إعلام الجمهور عن أنشطتها ، وإشعاع كمية ضخمة من المعلومات من خلال الدبلوماسي والسفارة في تلك البلدان ، واللذان يعتبران هما مرآة البلد الآخر وأساسا للتعامل في العلاقات العامة.
إن العلاقات العامة وظيفة إدارية في غاية الأهمية هدفها التواصل والاتصال المنفعي الصادق والأمين لغرض الوصول ألى الهدف ، معتمدة على عدة مؤهلات وأهمها : سمات المفاوضات / جمع المعلومات/ إدارة المفاوضات/ نظرية ترتيب الأولويات/ نظرية التأثير المباشر”قصير المدى” ونظرية التأثير التراكمي “طويل المدى”/ ، كما أنها تساهم مساهمة فعالة في مد الجسور لإقامة أقوى الروابط بين المؤسسة وجمهورها ، والمساهمة الجادة في رسم الصورة اللائقة عن نشاطات وسياسات هذه المؤسسة ، وبذلك فإن للدبلوماسية دورا كبيرا في التاثيرأإجابيا أو سلبياَ في أجندة العلاقات العامة من حيث إنها تستند على المعلومات الأساسية التي تمرر من قبل الجهات الدبلوماسية أو الجهات المسؤولة.
يعتبر كل من فن الدبلوماسية وإدارة العلاقات العامة وجهين لعملة واحدة ، ولكل مجال في مجال الحياة هناك أعمدة وأسس ونظريات ، وعلى سبيل المثال هناك / المجال السياسي/ المجال الإعلامي/ المجال الاقتصادي/ المجال العسكري/ والمجال الثقافي إلى بقية أنواع المجالات المطلوبة في حياتنا اليومية.
إن كل مجال من هذه المجالات يعتمد على أسس ونظريات تختلف عن البقية ، حسب الأهداف المرسومة لها فإن العلاقات العامة والإعلام تعتبر إحدى أهم دعامات الثورة التكنولوجية الحديثة وسلوكيات أفراد المجتمع، وإن العنصر البشري والقيادة في المؤسسات والمؤهلات الشخصية للأفراد العاملين التي تعتبرهي حجر الأساس في التقدم والتفوق على الآخرين ، ومن هذه المؤهلات المطلوبة هي ( التخاطب، الاستماع، الكتابة، لباقة الكلمة، حسن المظهر، البساطة والتواضع، الثقافة،الحماسة، الكياسة،التنظيم في قدرة هيكلة العمل، التواصل والمتابعة، القدرة على التعامل مع المفاهيم الإدارية،إمكانية صنع واتخاذ القرار في الأوقات الحرجة، مواكبة التطور والمناهج الحديثة، وأخيرا الاهتمام بموضوع الإيتكيت وخاصة احترام الوقت)