الخميس , نوفمبر 21 2024
أخبار عاجلة

من أجل تخفيض مصاريف الكهرباء

حيدر اللواتي

تعمل الكثير من الدول على استبدال الإضاءات سواء في المنازل أو الشوارع أو الأماكن العامة الأخرى بمصابيح LED والتي أظهرت الدراسات الدولية أنها يمكن أن تقلل من استهلاك الطاقة بنسبة 60 ٪ تقريبًا، الأمر الذي يساعد على التقليل من الفواتير الشهرية للكهرباء سواء للأفراد أو المؤسسات. فتشغيل المجمعات والشركات التجارية والمعارض وغيرها من المؤسسات الأخرى التابعة للقطاع الخاص تستهلك الكثير من الكهرباء. ومن خلال الاعتماد على التقنيات الجديدة واستخدام الطاقة الشمسية يمكن توفير الموارد المالية في الميزانيات السنوية للمؤسسات الحكومية أيضا. كما أن استخدام هذا النوع من الإضاءات تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من جهة، وتساعد المارة على المضي على قدميهم أو بسياراتهم وشاحناتهم في توفير الرؤية ليلا بصورة محسنة، الأمر الذي يزيد من مستوى السلامة للجميع من خلال تحسين إضاءة الشوارع والمتنزهات والمجمعات الرياضية أيضا.
ومن أجل إنجاح هذه المشاريع فإنه من الضروري إعادة هيكلة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع وتحديث الإضاءة العامة ليستفيد منها كل مواطن ومؤسسة، فهذه الأعمال معظمها تختص البلديات التي تشرف على عملية الإضاءة الليلية، وهي من المشاريع التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للسكان وتوفير الأمن، بجانب مساعدة الحكومات في تعزيز النمو الاقتصادي، وخلق مزيد من فرص العمل مع تقليل التكاليف السنوية للإدارات العامة للبلديات.
وقد تمكنت بعض الدول من خلال صياغة مثل هذه المشاريع من إيجاد شراكة دائمة بين القطاعين العام والخاص وتعبئة الاستثمارات الخاصة في تحديث وتوسيع أنظمة الإضاءة العامة والخاصة، الأمر الذي ساعد في تحسين إنارة الشوارع وزيادة حركة الناس ليلاً خاصة حركة الشاحنات بين الدول في مجالات الاستيراد والتصدير لمختلف المنتجات التي تحتاج إليها الدول. وفي إطار التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي، فإنه من المناسب توفير الإضاءات في الشوارع التي تربط دولنا، الأمر الذي يعزّز من التكامل الاقتصادي والاعتماد على المنتجات الوطنية التي يتم تصنيعها بدول المجلس بجانب تعزيز الروابط الاجتماعية بين أبناء المنطقة.
هذه المشاريع تحتاج إلى مزيد من الموازنات المالية السنوية بجانب استثمارات خاصة لاستبدال الإضاءات القديمة التي تستهلك طاقات أكبر بإضاءات تعتمد على تقنية LED. واليوم نرى أن ملايين الأشخاص يستفيدون من هذه التقنيات وخاصة في مشاريع العمل السياحي والتجاري والصناعي وفي عدد من المشاريع الاقتصادية الأخرى.
من جانبه يدعم البنك الدولي المضي قدما في تنفيذ مثل هذه المشاريع من خلال تبادل المعارف والمعلومات من خلال توفير الدراسات والبرامج، الأمر الذي يمكن الاستفادة منه في مشاريعنا المحلية. كما أن مؤسسة التمويل الدولية لديها الاستعداد في دعم وتطوير هذه المشاريع التي توفر إنجازات مهمة في نوعية حياة الناس وتعزّز من نمو الأعمال اليومية، حيث للمؤسسة تجربة خاصة في دعم القطاع الخاص في بعض الدول لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام من خلال تحسين السلامة وجودة الحياة للسكان وتعزيز الأعمال التجارية، الأمر الذي يساهم في زيادة الاستثمارات في المجالات الأخرى التي تعتبر أساسية لرفاهية السكان، مثل الصحة والتعليم وغيرها. وهذا ما يمكن الاستفادة منه في دولنا الخليجية في إطار السياسات والخطط الاقتصادية والتنويع الاقتصادي الذي نرمي إلى تحقيقه خلال العقود المقبلة.

شاهد أيضاً

محافظة جنوب الباطنة تستعد لاستضافة الملتقى الصحفي بالتنسيق مع جمعية الصحفيين العمانية

عقد سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة، اليوم لقاءً مع إدارة مجلس …